انفضى موسم الانتخابات في تركيا بفوز كاسح لحزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان ليحصل على أغلبية مريحة في البرلمان التركي ، وهذا الفوز للدورة الثالثة تأكيد أن حزب أردوغان استطاع أن يقدم من الانجازات ما يقنع به الناخب التركي . وخلافاً لحزب الرفاه الاسلامي فقد استطاع حزب العدالة والتنمية الصمود في الساحة البرلمانية والساحة الشعبية التي شكلت له دعماً مهماً، ويستطيع أردوغان هذه المرة أن يمضي في خططه المستقبلية دون خوف من الجيش الذي كان يلوح دائماً بالتغيير كلما شعر أن مبادىء أتاتورك تعرضت أو ستتعرض للتقويض. ولكن أردوغان يستطيع التوازن في سيره لتحقيق رغبة الشعب مع التزامه بالعلمانية التي يعتبر الجيش حارساً لها، ولكن في الوقت نفسه فإن أردوغان مصر على كتابة دستور جديد قد يبعد الجيش نهائياً من التدخل في الشؤون السياسية وفي اختيار الشعب. ان اختيار أردوغان للمرة الثالثة يعبر عن رغبة شعبية ولكن الرغبة الشعبية اختارت قوى أخرى لها ثقلها وإن كان ضعيفاً إلا أن ذلك يجبر أردوغان للتعامل معها وهو ما تعهد به أردوغان. ان التحدي الحقيقي أمام أردوغان أن يحقق طموح ناخبيه وتطلعاتهم فالأماني كثيرة في خطوات أكثر تقدماً لتركيا وهذا ما وعد به أردوغان.