في عالم أصبح «الاقتصاد» نبضه ، والرفاهية غايته، كان لابد للروح المادية من السيطرة على بعض النفوس المتلهفة نحو حياة تعج بالأطماع، والمكاسب غير المشروعة، وأمسى الفرد (المستهلك) ضحية الممارسات الخاطئة التي تبرز بألوان مغرية محاولة استدراج ما في «الجيب» بأسلوب يبدو مريحاً ؛ لكنه مميت في النهاية!. || وفي واقعنا المعاصر استغلَّ البعض المساحة المحددة للحرية الاقتصادية، ليمتد إلى آفاق تتيح له فرصاً للكسب السريع أو حتى البطيء ..وما درى هذا البعض أن شريعتنا الإسلامية قد حددت حرية الممارسة التجارية (ضمن نطاق القيم والمثل التي تهذب الحرية وتصقلها ، وتجعل منها أداة خير للإنسانية) . | إن المجال أصبح متاحاً لمن يريد ممارسة الأساليب الخادعة للدعاية والترويج ، لجذب البشر، وإيقاعهم في شراك الأحلام والأوهام..وأساليب «الغش» تمارس على مستويات متفاوتة ، والعقول التي تخصصت في «فن التسويق» لها طرقها في الإغراء. || وأخطر ما في الأمر أن يكون التلاعب في الأسعار، يسيطر على أسواقنا التجارية ، مع تجاهل مدة صلاحية السلعة، وإخفاء حقيقة نوعها من حيث الجودة والمصدر!. || أسواقنا التجارية ياسادة: تحتاج إلى رقابة صارمة، خاصة تلك (المولات) والمتاجر على مختلف مستوياتها..فالأسعار تختلف من مكان لآخر، وما يعرض لا تطمئن إليه النفوس ، فهذه الأنواع من اللحوم المبردة والمجمدة التي ترد بأسعار زهيدة من الخارج ، تعرض على أنها من الأصناف البلدية الممتازة ، وتباع بأسعار مرتفعة ، وأسعار الفواكه والخضروات تخضع لمزاج التاجر، طالما اختفى البيان (اليومي) الذي يوضح الأسعار، واختفى معه (المراقب) المكلف بمتابعة الأسعار!. | وإذا انتقلنا إلى «الأسواق المركزية» للفواكه والخضروات والتي نظمت على الطريقة الحديثة ، فإن النفس قد ترتاح لتوفر المطلوب بأسعار معقولة، لكنها تصدم بانتشار العمالة الوافدة التي تسيطر على مجريات العمل في الأسواق ، بحيث لا يخامرنا أدنى شك من أن البائع هو صاحب المتجر الحقيقي..فأين السعودة؟ وأين المكلف بمراقبة أحوال الأسواق التجارية ، سواء من قبل البلديات أو الجوازات؟. || والحقيقة التي لا شك فيها أن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين لا تألو جهداً في سبيل توفير الراحة والحياة الكريمة للمواطن ، ودعم المؤسسات الحكومية المرتبطة بخدمة المواطنين بكل الامكانيات البشرية والمادية، ومنها دعم وزارة التجارة ب 500 مراقب. كما جاءت الأوامر الملكية المتتالية تحمل الخير لكل المواطنين والمقيمين ، وتهيىء سبل الراحة للجميع، وبقي على كل من أكرمه الله بهذه النعم أن يشكر الله، ويعمل صادقاً ومخلصاً في خدمة دينه ووطنه، ويدعو لقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين أن يبقيه ذخراً للوطن وللاسلام والمسلمين ، ويشد عضده بولي عهده الأمين والنائب الثاني، وعاشت بلادنا في خير وأمان.