ألحت الزوجة ذات الثمانية وأربعين سنة من عمرها على زوجها مساء أمس الأول على أن تصلي المغرب والعشاء في المسجد الحرام وبإصرار منقطع النظير لم يكن منها من قبل ورغم مشاغل الزوج الكثيرة إلا أنه استجاب لطلبها ولبى رغبتها وذهب معها من مقر سكنهم بحي الشرائع لأداء الفريضتين في الحرم وبعد أن صلت الزوجة صلاة المغرب بكل خشوع وطمأنينة حسب قول النسوة اللاتي حولها من المصليات سقطت على الأرض وتم اسعافها في الحال ونقلها لمستشفى اجياد الذي وصلته وهي متوفاة وبعد أن أدى الزوج صلاة العشاء حسب اتفاقهما أخذ يبحث عن زوجته ورفيقة دربه أم ابنائه ولم يجد في مصلاها المكان الذي تركها فيه وبعد البحث والسؤال أخبره رجال أمن الحرم أنها نقلت للمستشفى ولحق بها مسرعاً وتفاجأ عندما دخل إلى المستشفى وجدها قد سلمت الروح لبارئها وفارقت الحياة قبل أن تودع زوجها ويودعها وأصيب الزوج بالذهول والرعشة وكاد يغمى عليه من موت زوجته وفراقها. وقد قامت (الندوة) بزيارة الزوج (طلق الريمان) في منزله بضاحية الشرائع مخطط (1) وقدمت له واجب العزاء والمواساة ولأبنائها وأشقائها وأسرة الريمان وقد اكتظ المنزل بجموع غفيرة من المعزين من الشرائع ومن أحياء العاصمة المقدسة بين معزين ومهنئين لأن خاتمتها حسنة وكل يتمنى أن يموت في هذا المكان أشرف وأطهر بقعة على وجه الأرض بيت الله الحرام مصلياً غفر الله لها ولجميع المسلمين.