لقد كانت عودة خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن سليماً معافى اختباراً ربانياً ليثبت لنا ولغيرنا وبما لا يدع مجالاً للشك عمق العلاقة بين القائد والرعية. فما إن وطأت قدماه - حفظه الله - أرض الوطن حتى اصطفت جموع المستقبلين من أبناء الشعب مهللة مكبرة بعودته حفظه الله. حب متدفق للقائد الذي أسس لهذه العلاقة منذ أول يوم في حكمه حيث قال في يوم البيعة الأغر : 26/6/1426ه : ( أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن الكريم دستوري والإسلام منهجي... وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة , ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء )..بهذه العبارات القليلة رسخ الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمنهج إسلامي خالد في قيادة الدولة الإسلامية وهو نفس النهج الذي أسس له والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وسار عليه أبناؤه البررة من بعده. وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحكم هذه الدولة متمسكاً بالشريعة الغراء مما كان له أكبر الأثر في استتباب الأمن والأمان وشيوع الرخاء والإزدهار في كافة مجالات الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية , مما عزز من مكانتها عربياً وإقليمياً ودولياً وأصبح لها ثقلها في الميزان العالمي. فمن حوار عالمي بين الأديان لنشر وسطية الإسلام وسماحته مع كافة الأديان , إلى مصالحات بين الأشقاء المتنافرين من الأخوة العرب , إلى حوار وطني للقضاء على كل أشكال الطائفية والمذهبية.. جهود برع القائد عبدالله بن عبدالعزيز في تأصيل جذورها وجعلها واقعاً ساهم في تثبيت دعائم حكمه ومجده. كما ان عودته للوطن عبرت عن ثورة الحب الحقيقية التي عبر عنها أبناء الوطن حيث انطلقت المسيرات الشبابية لأيام ترقص وتهتف وتنشد أغاني الوطن حاملة راية التوحيد. نعم لقد وحدتهم كلمة التوحيد وحب المليك... فكانت ثورة الشعب ثورة حب وولاء... انطلقت تعبر عن عشق الانتماء لهذا الصرح الذي أسس له الملك الباني عبدالله بن عبدالعزيز ، انطلقت مظاهرات الحب في وطننا , في الوقت الذي تقوم فيه ثورات ومظاهرات ضد حكام طغاة. وجاء حفظه الله محملا بهدايا لأبناء شعبه وحزم ملكية زاخرة بالحب لهم ورعاية مصالحهم. أنه يوم الجمعة الأعز... جمعة الخير والعطاء : 22/3/1432ه تبشر المواطن بالخير والرفاهية... حيث بلغت العطايا ما يربو على 840 مليار ريال. غطت زيادات في الرواتب والأجور وتوفير الآلاف من الوظائف الجديدة في القطاعات العسكرية والمدنية وتخصيص 250 مليار ريال لبناء الآلاف من الوحدات السكنية مع رفع قروض صندوق التنمية العقارية ورصد 16 ملياراً لبناء وتطوير المزيد من المرافق الصحية... وغيرها... ثم كيف لا يحب الشعب السعودي قائده وهو الذي قال عبارات في شعبه تسجل بأحرف من نور في سجل التاريخ حيث لم يسبق أن قالها قائد لشعبه رغم بساطتها وعفويتها حيث قال لصحفي غربي : (من نحن بدون الشعب السعودي). وقال لآخر : (شعبي في عيوني) , وكما قال : (أنا بخير ما دمتم بخير) وقال مؤخرا : (أنا خادم للشعب).. ( ولا أنام حتى أطمئن على كافة المناطق)... كلمات فهم الشعب السعودي عمق معانيها وحفرت في وجدانه وكيانه... فأحب قائده وأخلص لوطنه. ولا أدل على ذلك إلا حينما أراد المتربصون بأمن وطننا والحاقدون عليه من زعزعة كيان هذا الوطن وتمزيق أمنه واستقراره وبث بذور الفرقة بين أبنائه... إلى أن جاء الرد منهم مخيباً لآمال أولئك الحاقدين وترجمة حقيقية لوشائج المحبة واللحمة بين القائد والرعية. وعرف العالم مدى وفاء الشعب السعودي لقيادته حين رفض الانصياع لدعوات التخريب والتظاهر والفوضى. وأثبت مدى وعيه بما يحاك ضده من مؤامرات وكيفية المحافظة على مصالح الوطن الإستراتيجية والقومية وإنها فوق أي اعتبار.... و نحن نحتفل بذكرى البيعة الخالدة الغالية على قلوبنا جميعاً ، فإننا نجدد البيعة والعهد والولاء مع جميع أبناء الوطن الغالي , لهذا القائد العظيم الذي ملك شعبه بإنسانيته وحكم دولته بحنكته وسياسته , فأصبحت دولته امتداداً للحكم الإسلامي والخلافة الراشدة. فهنيئاً للشعب السعودي بهذا القائد... وهنيئا للقائد بشعبه المخلص.