ثمن رجل الأعمال رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية للتنمية يوسف بن عوض الأحمدي ، الجهود العظيمة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه لرعاية مصالح الشعب السعودي ، وحفظ أمن واستقرار الوطن. وقال يوسف الأحمدي في الحوار الذي أجرته معه صحيفة “ الندوة “ بمناسبة ذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ؛ إن مليكنا المفدى وفقه الله قد سخر كل الإمكانات لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمواطنات ، وقد حفل عهده الزاهر بالمنجزات التنموية الضخمة ، والإصلاح الشامل ، كما تبوأت المملكة مكانة عالية على جميع المستويات العربية والإسلامية والإقليمية والدولية. وكشف رجل الأعمال يوسف الأحمدي في هذا الحوار عن اعتزامه إطلاق وقفيات “ الأفكار “ ( 3و4و5و6 ) في شهر رمضان المقبل بإذن الله تعالى ، انطلاقاً من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، والتزاماً منه بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه باعتباره أحد رجال الأعمال في مكةالمكرمة شرفها الله .. وإليكم نص الحوار : | تحل علينا اليوم الذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لمقاليد الحكم.. كيف تنظرون إلى المنجزات التنموية التي حققها المليك والنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة ؟. || لاشك أن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه قد سخر كل الإمكانات من أجل رعاية مصالح الشعب السعودي ، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره ، حيث سعى مليكنا المحبوب إلى رفع مستوى معيشة المواطنين والمواطنات ، وتحقيق الرفاهية لهم ، وقد أصدر يحفظه الله أوامر ملكية كريمة متوالية في هذا الصدد ، منذ توليه مقاليد الحكم وحتى عامنا هذا ، الذي شهد قرارات تاريخية من مقامه الكريم ، لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين والمواطنات ، وتوفير الحياة الكريمة لهم في مختلف المجالات ، والارتقاء بالوطن والمواطن.كما شهدت فترة تولي خادم الحرمين الشريفين أيده الله انجازات قياسية تاريخية ، وهي غير مسبوقة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية ، حتى باتت المملكة تعيش نقلة حضارية كبرى في مختلف المجالات. وقد حظيت مكةالمكرمة اهتماماً كبيراً ورعاية كريمة من لدن مليكنا الغالي ؛ حيث أطلق حفظه الله مشاريع توسعية ضخمة في أم القرى شرفها الله . وذكرى البيعة فرصة لعرض شيء من انجازات مليكنا المفدى سياسياً واجتماعياًُ واقتصادياً ، وفي جميع الشؤون والميادين، لكنني هنا في هذا اللقاء سأشير على وجه الخصوص إلى المشروعات التنموية والتطويرية الضخمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة ، وتحديداً في أشرف بقعة وأطهر مكان بيت الله الحرام ، بدءاً من التوسعة التاريخية للمسعى ، وحتى المشروع الضخم “ توسعة الملك عبدالله للساحات الشمالية “ ، إضافة إلى “ مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم “ ، إلى جانب المشاريع التطويرية التي شملت المشاعر المقدسة ، والمتمثلة في توسيع منشأة جسر الجمرات ، وكذلك مشروع تصريف السيول في المشاعر المقدسة ، ثم مشروع قطار المشاعر المقدسة ، وغير ذلك من المشاريع العملاقة في مكةالمكرمة ، والمشاعر المقدسة ، كما شهدت المدينةالمنورة مشروعات ضخمة مماثلة ، في إطار اهتمام وعناية الملك المفدى بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ، ويضاف إلى هذه المشاريع ، مشاريع أخرى إصلاحية وتطويرية ، وقد شملت هذه الإصلاحات كافة الأجهزة الحكومية ، إضافة إلى استحداث بعض الأنظمة. | إطلاق المشاريع التطويرية الكبرى في المنطقة المركزية للحرم ومعالجة العشوائيات ، أحدث حراكاً اقتصادياً في مكةالمكرمة.. كيف تنظرون إلى ذلك ؟ || أعتقد أن المشاريع التطويرية الكبرى التي قام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله بإطلاقها في المنطقة المركزية ، قد أحدثت تطوراً واسعاً ومنظماً ؛ حيث إن مشروع توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف من الجهة الشمالية ، كان له الأثر الكبير في تطوير المنطقة المركزية ، ولولا فضل الله تعالى ، ثم هذا المشروع الكبير ، لما استطاعت الجهة الشمالية أن تكون تحت مظلة أي شركة من الشركات الاستثمارية العقارية المطورة ، لأن نزع الملكيات كان أكبر من قدرة الشركات العقارية ، خاصة وأن هذا المشروع قد جعل من الشوارع الملاصقة له ؛ شوارع ذات قدرة أكبر على استيعاب المركبات والكتل البشرية من المشاة ، وذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي الشريف. كذلك الأمر بالنسبة لمعالجة العشوائيات ، فقد أحدثت هذه الخطوة حراكاً اقتصادياً واستثمارياً واسعاً في أم القرى ، ونحن نشهد يومياً منذ انطلاقة هذه المشاريع الكبرى نشاطاً ملحوظاً وعملاً فعالاً متواصلاً يصب في خدمة هذه المدينة المقدسة ، وأهلها ، وقاصدي بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين وزوار. | بحكم الاختصاص.. ما هو تقييمكم للسوق العقارية ، وكيف تنظرون إلى مستقبلها ؟ وما هي العقبات التي تحول دون نهوضها ؟. || باعتقادي أن السوق العقاري في مكةالمكرمة ، سوق واعد ، ولازالت أم القرى شرفها الله ، بكراً للاستثمار ، وكما هو معلوم ، فإن هذه البلدة المباركة ، والتي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو خمسمائة وأربعة وخمسين مليون متر مسطح تقريباً ، وهذه المساحة تمثل محيط الحرم ، وهي بقعة فاضلة ، تبلغ الصلاة فيها بمائة ألف صلاة ، على الأرجح من كلام أهل العلم ، ولهذا نجد أنها تختص بإقبال أصحاب رؤوس الأموال ، وكذلك ذوي الدخل المحدود للتملك فيها طمعاً في رحمة الله تعالى وثوابه ، ورغبة في مجاورة بيته الحرام.وتقدر نسبة المشاريع الإسكانية المنفذة حالياً في هذه المدينة المباركة ويشمل ذلك المناطق العشوائية وكذلك المناطق المخططة حالياً ما يصل نسبته إلى ( 23% ) أو ( 25% ) تقريباً ، أي أن ما نسبته ( 70% ) لم يتم تطويره حتى الآن. وأعتقد أن هناك عقبات تحول بين التطوير والمستثمرين ، وهي تمثل عائقاً كبيراً ، ولهذا فإني أرى أنه لابد من توثيق التعاون والتكاتف بين شركة البلد الأمين الذراع الاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة ، والمستثمرين والعقاريين في مكةالمكرمة. وأقترح في هذا الشأن ؛ أن تقوم شركة البلد الأمين بعقد ورش عمل متواصلة لتحتضن المستثمرين ، وتناقش معهم العوائق ، وتنظر في آرائهم ، وتستفيد من خبراتهم ، حتى يكون هناك تنسيقاً ، وتعاوناً ، ومعالجة ، بما يحقق المصلحة العامة ، وإني على يقين تام بأن ورش العمل المقترحة لو تمت برعاية من مقام إمارة منطقة مكةالمكرمة ، فإنه سيتم بإذن الله تذليل هذه العقبات ، وسيفتح المجال لمشاركة المستثمرين في التطوير بشكل أفضل. | من خلال متابعاتنا.. يتضح دوركم الكبير في طرح مبادرات خيرية واجتماعية ، رعاية ، ومساهمة ، وتقديم الدعم في نواحٍ عدة.. كيف تقيمون دور رجال الأعمال في دعم المجتمع ؟ || بداية أود التأكيد على أني أرى أن من واجبي المشاركة في جميع أنشطة وفعاليات مكةالمكرمة شرفها الله الدينية والاجتماعية والثقافية ، كما أنني أعتقد أن هناك مشاركة فاعلة من قبل بعض رجال الأعمال في هذا الاتجاه ، لكنني أرى أنه ينتظر رجال الأعمال دوراً أكبر في تحمل مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم ، من خلال طرح المبادرات الايجابية التي تسهم في تفعيل مفهوم بناء الإنسان ، ليتسق ذلك مع شعار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة “ نحو العالم الأول.. بناء الإنسان وتنمية المكان “. ولاشك أننا نعلم جميعاً مدى اهتمام سموه الكريم ببناء الإنسان ، وتنمية المكان ، كما نعلم أيضاً مدى اهتمام سموه بنشر وتعميق مفهوم المسؤولية الاجتماعية في المنطقة ؛ وفي نظري أننا بحاجة ماسة إلى تضافر الجهود وتكاتف رجال الأعمال ، لطرح مزيد من المبادرات البناءة وتبنيها ، مع القطاعات الخاصة والعامة ، حتى نكون جميعاً بإذن الله تعالى أمناء وشركاء في التنمية الشاملة ، في بناء مكة الحبيبة حرسها الله وإنسانها النبيل. | يعاني أهالي مكة من أزمة سكنية ، سواء من خلال ارتفاع أسعار العقار ، أو الإيجارات ، كيف يمكن تجاوز ذلك كله ؟ || فيما يخص معاناة أهل مكةالمكرمة من الأزمة السكنية في التملك ورفع قيمة الإيجار ، فهذا أمر واضح جداً ، وهي قضية تحظى باهتمام واسع من المسؤولين في الدولة. وأعتقد أن الدولة وفقها الله تولي هذه القضية اهتماماً كبيراً ، ولهذا فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين أيده الله الأوامر الملكية الكريمة الكفيلة بمعالجة هذه القضية على امتداد المملكة ، ومن ذلك زيادة دعم صندوق التنمية العقاري بمليارات الريالات، وإنشاء وزارة الإسكان ، وغير ذلك من الإجراءات التي تكفل معالجة هذه الأزمة ، وهي قضية تحظى باهتمام ومتابعة المليك الغالي. ولمعالجة هذه القضية في مكةالمكرمة ؛ فإني أقترح كحل لهذه الأزمة تشكيل لجنة تحت مظلة أمانة العاصمة المقدسة ، بمشاركة كافة الإدارات الحكومية المعنية، لتكون هذه اللجنة مسؤولة مسؤولية خاصة عن معالجة قضية الأراضي الخام ، والطرق وتطويرها وإيصالها إلى بعض الأماكن التي لم يصلها التطوير سابقاً ، وأعني بذلك الأراضي الخام ، التي هي ضمن (70% ) من مساحة مكةالمكرمة التي ذكرتها آنفاً ، ليتم تطويرها ، مما يعني أننا سنحصل على تطوير سريع ، ومبادرات من رجال الأعمال في الأراضي الخام التي هي داخل حدود الحرم. فلو تم دراسة هذه المواقع ، وجرى معالجتها بشكل إيجابي ، فإني أعتقد أننا سنجد في كل ستة أشهر تقريباً مخططاً سكنياً معتمداً ، عالي الجودة ، يساهم في خفض الأسعار. وأظن أننا لو سألنا إدارة التخطيط في أمانة العاصمة المقدسة في وقتنا الحاضر عن عدد المخططات التي يتم فسحها في كل عام ، لوجدنا أن العدد ضئيل جداً ، وفي نظري أن هذه اللجنة ستكون كفيلة بطرح مبادرات لإفساح المجال لمزيد من المخططات المنظمة. | طرح بعض المهتمين ؛ ضرورة وجود هيئة عقارية ، تشكل مظلة أهلية تجمع المؤسسات والشركات العقارية والعمرانية.. في اعتقادكم هل ثمة حاجة لذلك ؟ . || أعتقد أن هناك حاجة فعلية إلى وجود هذه الهيئة العقارية حتى يتم توحيد مرجعية هذا القطاع الهام ، وتنظيم شؤونه ، ويتمكن من النهوض بمهامه حسب المأمول. وهناك تحركات في هذا الاتجاه ، فقد أعلنت اللجنة الوطنية العقارية في مجلس الغرف السعودية أن الدراسة المتعلقة بإنشاء هيئة عليا للعقار ، ستكون جاهزة خلال شهرين تقريباً ، ثم سيتم رفعها لمجلس الشورى. ومن ضمن اهتمامات العقاريين في هذا الشأن ، فإني أود أن أعلن عن اتفاق بعض العقاريين على إنشاء صالة للمزادات ، تكون مقراً يجتمع فيه العقاريون كل شهر ، وسيتم بإذن الله تعالى دعوة بعض المسؤولين من ذوي الاختصاص ليطرح عليهم أفكار ومقترحات وهموم العقاريين ، وإننا لنرجو أن تكون هذه الصالة حاضنة لرجال الأعمال المهتمين بصناعة العقار ، وأن تشهد هذه الصالة بإذن الله انطلاق مبادرات تهتم بتطوير السوق العقاري ، كما أرجو أن تكون هذه الصالة تحت مظلة الغرفة التجارية بمكةالمكرمة ، وبرعاية من رئيس وأعضاء اللجنة العقارية إذا رأوا ذلك. | موضوع التحالف الاستثماري مع شركة المستثمر للأوراق المالية.. نود أن تكشف لنا حقيقته ؟ وما هو الدافع إليه ؟ وما هي ثماره ؟ || تعد شركة المستثمر للأوراق المالية ذات اهتمام واختصاص مباشر بطرح الصناديق الاستثمارية ، وقد جرى توقيع مذكرة تفاهم معها ، لتأسيس وطرح عدد من الصناديق الاستثمارية العقارية في منطقة مكةالمكرمة ، ويهدف هذا التحالف إلى استغلال الفرص المتوافرة في قطاع العقارات وتغطية الطلب المتزايد في هذا الاتجاه ؛ خاصة وأن مكةالمكرمة تعتبر من أعلى المعدلات السكنية في المملكة ، وهناك تواصل مستمر بيننا لتحقيق هذه الأهداف، وسيتم بإذن الله تعالى الإعلان عن استثمارات في هذه الصناديق. | فيما يتعلق بوقفي “ الأفكار “ لمشروع تعظيم البلد الحرام ومراكز الأحياء.. ما خلفية اتجاهكم لذلك ؟ وإلى أين وصل هذان المشروعان ؟. || بخصوص وقف الأفكار ( 1 ) على جمعية مراكز الأحياء بمكةالمكرمة ، ووقف الأفكار ( 2 ) على مشروع تعظيم البلد الحرام ، واللذين تفضل سعادة وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري بتدشينهما في شهر رمضان من العام الماضي ، فإن مبادرتنا هذه كانت بهدف دعم هذين المشروعين “ مراكز الأحياء وتعظيم البلد الحرام “ ، وأعتقد أن الوقف يمثل مظهراً إسلامياً للتعاون والاجتماع وخدمة المجتمع ، وأتمنى أن يوفق الله تعالى إخواني رجال الأعمال للمساهمة بمثل هذه الأوقاف الخيرية ، لدعم وبناء الإنسان ، وطرح البرامج النافعة له ، خاصة وأننا نأمل جميعاً ، أن يكون إنسان مكةالمكرمة ، هو المحبوب في العالم أجمع وفي العالم الإسلامي خاصة.وباعتقادي فإن هذه الأوقاف تعتبر من ضمن المسؤولية الدينية والاجتماعية تجاه المجتمع ، وفي هذا الصدد فإنني أود أن أعلن عبر صحيفة مكةالمكرمة “ الندوة “ الغراء ، أننا قد بدأنا في عمل وقفيات أخرى باسم “ الأفكار “ حتى وصلنا بفضل الله تعالى إلى أربعة أوقاف باسم ( وقف الأفكار 3-4-5-6 ) وسيعلن عن كافة المعلومات المتصلة بذلك عبر جريدة “ الندوة “ في شهر رمضان القادم بإذن الله تعالى .