(1) | إذا أمكنك معرفة: من أنت؟! فإن ياستطاعتك أن تعيش حياتك كإنسان محبوب ، يقدره الناس ويثقون في تعامله الشريف ، وليس صعباً أن تعرف: من أنت؟ إذا أدركت القيم الأخلاقية، والقواعد السلوكية المتعارف عليها، وقمت بتطبيق المعايير التي تجعل من الإنسان فرداً سوياً يحرص على أن يكون «اجتماعياً» ومتفاعلاً مع من حوله بمصداقية ، وشفافية لا تقبل الزيف والخداع. وعندما يجهل الفرد حقيقة شخصيته ، ولم يعرف من هو؟! فإنه يكون عرضة للتخبط في سيره ، وقد يتعرض لغوايات الحاقدين ، فينجرف إلى هاوية الضلال- والعياذ بالله - ويفقد لذة الحياة السعيدة المؤدية إلى نعيم الآخرة. - قد تُفاجأ- أحياناً- بصدمة نفسية من صاحب لم يدرك حساسيتك المفرطة تجاه بعض الأمور، فيتلاعب بأحاسيسك ومشاعرك أمام بعض الذين يحسنون الظن بك، معتبراً أن ما يفعله يندرج تحت باب المزاح . والحقيقة أن على الصاحب الذكي أن يملك القدرة على استجلاء ملامح صاحبه، والتعامل معه وفق ما تعرف عليه من طبائعه التي قد لا تميل إلى «المزاح الثقيل» وتعتبره من باب السخرية!. (2) | بعضنا لا يطيق «الزحام» ، وإذا واجهه يبتعد عنه ولو لم تقض حاجته؛ لأنه يخشى من انفلات أعصابه حين تشتد الزحمة ، وتسيطر «النرفزة» على الموقف!. بمعنى أننا نمل «الانتظار» ، ونكره شيئاً اسمه «الطابور» ! وهذا عيب يجب أن نصححه ؛ فالانتظار واحترام الطابور تنظيم حضاري تتعامل به معظم الأمم المتقدمة ، ومن خلاله يسهل على الأفراد قضاء الحاجات بكل سهولة ويسر. (3) | يقال: إن الإنسان في العصر الحجري لا يعرف «الكآبة» بينما نجدها - في عصرنا المتحضر - تسيطر على معظم النفوس البشرية ..لماذا؟!. الجواب يدلي به علماء النفس ، وخلاصته: أن إنسان العصر الحديث تجاهل قيمة «الرياضة» كعامل أساسي يزيح الاكتئاب عن النفس، ويشيرون إلى أن الانسان في الزمن الحجري كان يمارس «الرياضة» بطريق غير مباشر، فهو يركض ويسعى خلف طعامه ليصطاده ،أو يهرب من وحش كاسر هاجمه، لذا تجد يومه كله حركة، وبهذا الفعل الحيوي هربت منه الكآبة. (4) | أن تكون كريماً في العطاء ، فهذه خصلة حميدة تستحق بها الثناء ، فالمحاسن أصلها من الكرم، وخصال الخير من فروعه، ونبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه أثنى على الرجل السخي ، فقال: ( السخي قريب من الله ، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد عن النار، والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنة ، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل)؛ - والكرم في غير موضعه لا يستحق الثناء، فمن غير المعقول أن ألبسك صفة الكرم وأنت تبعثر أموالك في سفر لا يجني منها سوى السفهاء والنصابين، بينما أهلك وأقاربك بحاجة إلى أقل القليل مما تبعثره ..ويا هادي!!.