مقتل 120 شخصا إثر حادث تحطم طائرة ركاب في كوريا الجنوبية    شرطة الرياض تضبط شخصين عبثا بوسائل السلامة في محطة انتظار نقل عام    الأزهر يدين حرق الكيان الإرهابي لمستشفى كمال عدوان في قطاع غزة    المملكة تعزز الأمان النووي والإشعاعي    أسعار النفط ترتفع.. برنت فوق 74 دولاراً    الصين: اتجاه لخفض الرسوم الجمركية على مواد معاد تدويرها    الثقة الدولية في المملكة    محلات الرحلات البرية تلبي احتياجات عشاق الطبيعة    أحلام عام 2025    وزير الدفاع يلتقي قائد الجيش اللبناني    "روشن" تضع حجر الأساس لمجتمع "المنار" في مكة المكرمة    المسند: اخضرار الصحراء وجريان الأنهار ممكن    واتساب تختبر مزايا ذكاء اصطناعي جديدة    تغلب على المنتخب العراقي بثلاثية.. الأخضر يواجه نظيره العماني في نصف نهائي خليجي«26»    السعودية تحصد ثمار إصلاحاتها ورؤيتها الإستراتيجية    الجماهير السعودية تحتفل بتأهل الأخضر لنصف نهائي «خليجي 26»    خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من بوتين    في المرحلة ال 19 من الدوري الإنجليزي.. ليفربول في اختبار وست هام.. وسيتي لإيقاف نزيف النقاط أمام ليستر    رئيسة الاتحاد السعودي للريشة مي الرشيد: أشكر وزير الرياضة وسنعمل بروح الفريق    خادم الحرمين يتلقى رسالة من الرئيس الروسي.. القيادة تعزي رئيس أذربيجان في ضحايا حادث الطائرة    «الهويات» تقلق سكان «زاهر مكة»    مبادرات تطوعية    ضبط أكثر من 23 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    «عزف بين التراث والمستقبل».. متحف طارق عبدالحكيم يحتفي بذكراه السنوية الأولى    "الرياض آرت" يُعلن مشاركة 30 فنانًا من 23 دولة في ملتقى طويق الدولي للنحت    من دفتر الأيام: مشوار في قصرغرناطة بأسبانيا    في إطار الجهود المبذولة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.. إطلاق فعالية «ليالي الفيلم الصيني»    يوم ثقافي لضيوف برنامج خادم الحرمين    تقدير دعم المملكة لقيم الاعتدال حول العالم    ضيوف "برنامج خادم الحرمين" يزورون مصنع الكسوة    طريقة عمل بسبوسة السينابون    أحد رفيدة وزحام العيادات.. مطالبات بمركز متخصص للأسنان    5 سمات شخصية تميز المتزوجين    طريقة عمل شيش طاووق مشوي بالفرن    5 آلاف خطوة يوميا تكافح الاكتئاب    ماسك يؤكد دعمه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف    قائد "الأخضر" سالم الدوسري يحصل على جائزة رجل مباراة السعودية والعراق    المنتج الإسباني غوميز: «الجمل عبر العصور» جدير بالحفاوة في أي بقعة من الأرض    شولتس: لا أنام إلا قليلاً رغم أني من محبي النوم لفترة طويلة    المنتدى السعودي للإعلام يطلق معسكرًا لتطوير الإعلام السعودي بالذكاء الاصطناعي    من الشهرة إلى الثروة: هل نحتاج إلى رقابة مالية على المؤثرين؟    القيادة تعزي رئيسة الهند    «الفنيلة والسروال» والذوق العام    المطار.. عودة الكدادة !    منصة X: الطريق إلى القمة أو للقاع    الحرب العالمية الثالثة.. !    اللغة العربية كنز خالد    الصقور تجذب السياح في الصياهد    «حمام الحرم» يستوقف المعتمرين    ضبط 6 إثيوبيين في عسير لتهريبهم (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    "الإسلامية" تؤهل الأئمة والخطباء والدعاة في تايلند    سعود بن جلوي يتوج الفائزين في «تحدي غرس القيم»    911 نموذج مثالي لتعزيز الأمن والإنسانية    الأخضر السعودي يتغلّب على العراق بثلاثية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    أمير القصيم يرعى حفل جائزة الذكير لتكريم 203 طلاب متفوقين    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحث الملفات الساخنة بحوار شفاف من أجل التقارب والتعايش
العلماء والمفكرون المشاركون في مؤتمر الحوار ل ( الندوة ):
نشر في الندوة يوم 01 - 06 - 2008

أكد عدد من العلماء وأساتذة الجامعات والمفكرين المشاركين في مؤتمر الحوار الإسلامي الذي سينعقد في مكة المكرمة يوم الأربعاء القادم أهمية الحوار وضروراته الملحة بين أتباع الديانات من أجل المحافظة على القيم الإنسانية التي تشترك في وحدة المصير بعيداً عن الصراع والنزال والتعصب مشيدين بدعوة خادم الحرمين الشريفين لجميع أتباع الديانات بالتحاور والتفاكر من أجل خير البشرية من أجل التعايش والتفاهم بحوار شفاف يضمن للجميع العيش الكريم على وجه البسيطة. في البداية الأستاذ الدكتور علي اوزاك رئيس وقف العلوم الإسلامية باسطنبول قال أولاً أنا سعيد جداً بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمثل هذه المؤتمرات الذي ينطلق من هذه العاصمة الإسلامية مكة المكرمة التي هي المثال الأول لمثل هذه المؤتمرات وهي الأم الأولى وقبلة الإسلام والمسلمين وقال إن الأسرة والعائلة هي الأساس إذا لم نهتم بالأسرة والعائلة فكل شيء ينهار ويذهب ولذلك هذا المؤتمر مهم جداً لأنه يدعو للحوار في مسائل كثيرة في الأخلاق في المشترك الإنساني ونحن نريد أن ناقش هذه المسائل من أجل أن نفهم الحقيقة فإذا تناقشنا سنصل إلى نتيجة قوية جداً وايجابية. كما أكد الدكتور أسعد مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني هل تعتقد أن المؤتمر سيكون له مردود ايجابي للشعوب الإسلامية وقال أولاً أود أن اكرر الشكر مع الضيوف لخادم الحرمين الشريفين على هذه المبادرة وهذا الاهتمام الذي تعودنا عليه من حكومة المملكة العربية السعودية بالاهتمام بالملفات الساخنة التي تعني العرب أو المسلمين ونذكر في عالمنا الإسلامي وأمتنا العربية شهيد القدس الملك فيصل رحمه الله ومنذ ذلك التاريخ المملكة لها يد بيضاء ومشرفة وليس غريباً أو جديداً أن يرعى خادم الحرمين الشريفين هذا المؤتمر الذي سيكون ثرياً بمادته وبحضور نخبة من العلماء كما أوجه الشكر للقائمين على رابطة العالم الإسلامي وفي مقدمتهم معالي الأمين العام الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وكان لي الشرف الكبير أن أكون في اللجنة التحضيرية في هذا المؤتمر ولازلت اتابع عملي في هذا المؤتمر ونتوقع ان شاء الله خيراً وفيراً من هذا المؤتمر لسبب جوهري هو انعقاد المؤتمر في رحاب المدينة المقدسة لما فيها من عقب الإيمان فالمكان سيفرض نفسه على هذا المؤتمر الأمر الآخر هو أن الاختيار كان هذه المرة بين المسلمين والهدف الأساسي أن نحدد الرأي للحوار بين المسلمين من شتى الطوائف والمذاهب من أجل أن نتوجه بعدها لغير المسلمين في البداية نود أن نعرف ماذا نريد نحن في موضوعات كثيرة مطروحة على العالم؟.
تأصيل الحوار
المؤتمر له أربعة محاور المحور الأول هو تأصيل الحوار الإسلامي وشرفتني اللجنة بأن أعد بحثاً بعنوان الحوار في القرآن والسنة الأسس والمنطلقات والمحور الثاني في آداب الحوار ومنهج الحوار والثالث مع من نتحاور والمحور الرابع موضوعات الحوار والأمل بأن ينتهي المؤتمر إلى وثيقة أو إلى بيان وإلى إعلان سمه ما شئت يعلن من مكة المكرمة وكأننا نقول للمسلمين هذه رؤية مقدمة لكم للحوار نناقش هذه الرؤيا بدل أن يرتجل كل واحد منا وينقلب فيذهب بمفرده إلى الفاتيكان والثاني إلى بكين والثالث إلى بكين عندها نحدد من الموقع الإسلامي أولاً الرؤيا للحوار من الموضوعات المتعلقة به لذلك الهدف الأساسي هو أن نسعى ما أمكننا ذلك أن نقارب بين الجهود لا أقول أن نوحد بينها لأن ذلك صعب بل نجعلها تتقارب حتى لا يكون عندنا في مسألة الحوار لا إفراط ولا تفريط حتى في مسألة الحوار حددنا أن يكون الحوار على مستويات ومنها الحوار الدعوي لا أقبل احداً أن يمنع عنه طبعاً ضمن قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة وبالتي هي أحسن إلى آخر القواعد المعلومة، الحوار الثاني هو الحوار الذي يكون بين المواطنين متنوعي الانتماء في الأمة الواحدة الحوار على المستوى القومي والوطني مثل في لبنان يوجد بها التنوع في الانتماء الديني أو الانتماء المذهبي هذا الحوار ضرورة من أجل العيش الكريم بين الناس.
الحوار القيمي
الحوار الثالث هو الحوار القيمي وهو ما يعنى بشبكة العلاقات الاجتماعية في مجتمع الإنسان الذي يستهدف بشكل أساسي كرامة الإنسان اسعاد الإنسان والعدل ومنع الظلم إلى آخر لكن ليس شرطاً أن نقبل في هذا الحوار كل الناس لأن القاعدة هنا في آيتين من سورة الممتحنة (لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم).
فنحن نريد أن ننطلق من ثوابت القرآن والسنة فتنوع الرأي في الفقه والفكر لامانع ولكن هناك ثوابت شرعية في القرآن والسنة هذه لامناص لأحد منا ولاخيرة لأحد منا في أمره منها ولكن كما قلت هذه المعايير كلها أهميتها أن تخرج من رحاب مكة المكرمة وأود أن اركز على نقطة الحوار يكون بين اتباع الأديان وليس يكون حواراً بين الأديان والغرض منه العيش الوطني والحفاظ على القيم لأن القاعدة لكم دينكم ولي دين.
وقال الأستاذ الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر: الواقع أن الحوار مبدأ رئيس في الحضارة الإسلامية وعليه برهانان البرهان الأول (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً) هذا مبدأ الحوار مع أهل الكتاب وغيرهم والرسول صلى الله عليه وسلم تحاور مع نصارى نجران وأذن لهم في مسجده في المدينة المنورة أن يصلوا صلاتهم وهذا أكبر دليل وبرهان أما البرهان الثاني المسلمين كتبوا في الفتن والمحن ولم يكونوا في أغلب أحوالهم منحازين أو متعصبين قديماً فالقرآن يدلك على التسامح وعلى الخير وحب الناس وأيضاً بين لنا طبيعة البشر بأنهم مختلفون في ألوانهم في ألسنتهم ولكن ما هو الغرض هو التعارف وليس الصراع والنزال.
فهناك وحدة بشرية ولكن يوجد بها تنوع ولابد أن لايكون هناك تعصب بين هذه الأطراف لأن هناك أشياء مشتركة بين اليهود والنصارى.
التسامح والتحاور
كما أود أن أضيف أن هناك فئة من البشر ينسبون أنفسهم للإسلام وهم بعيدون كل البعد عنه فيقتلون الأبرياء وقد قال الله تعالى (ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق). ما هو الحق عندما يرتكب جريمة تستحق القتل فقد استبشرنا خيراً حينما جاء الحوار من الأرض التي نزل فيها القرآن الكريم معنى ذلك أن مكة أم المدن في هذا الحوار من أجل أن يعلم الكثير أن ديننا الحقيقي والدين الوسطي دين التسامح لايرضى بالعنف وقتل الأبرياء وأنه مبني على الحوار الصحيح والسليم وقد جمع الإسلام بين جميع الأجناس بألوانهم وطبقاتهم وجعلهم سواء ولافرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ولم يتعصب لفئة معينة أو قوم معينين ولا للغة منفردة ولا لثقافة دون أخرى وأود أن أضيف أن هناك حديثاً ولو هو ضعيف (اطلبوا العلم ولو في الصين) فهل الصين دولة إسلامية؟ لا ليست إسلامية وهذا أكبر دليل أن الإسلام يقبل الحوار السياسي والاقتصادي والعلمي ولذلك نستبشر خيراً بهذا الحوار يرى العالم الإسلام ليس فقط في البلاد الأخرى بل في مصدره في قلب مكة الأم.
الأفكار الهدامة
ولابد أن نبين في هذا المؤتمر موقفنا وأن نبين أخطاء بعض الأفكار الهدامة والمتطرفة وأن نبعد كل التهم عن الإسلام والمسلمين.
وأكد أن المؤتمر سيكون ايجابياً بإذن الله لو استمر وتواصل أعواماً عديدة وأن يكون هناك أبحاث علمية دقيقة وموضوعة وتتماشى مع المنهج العلمي في عصرنا هذا.
وأكد الأستاذ الدكتور أسعد أن مستقبل الحوار لن يكون إلا خيراً إن شاء الله واتوقع أن يكون له مردود ايجابي ولابد أن يكون الحوار من عدة أطراف والاسلام في المستوى الدعوي (إن الدين عند الله الاسلام) والاسلام لايقر بتعدد الأديان ولكن يقبل التنوع بالانتماء في المجتمعات وهناك فرق كبير في التعدد بالأديان والتنوع ولانقول ادياناً سماوية بل نقول رسالات سماوية لأن الدين عند الله واحد وقد دعا إليه كل الرسل وأنه مع الظلم الحاصل للاسلام والمسلمين لايمكن أن ينتج الحوار أولاً هذه الصهيونية التي تغتصب وتستبيح قدسنا فالحوار لايمكن أن يتم مع الظلم.
وأضاف أن الحوار لن يستمر ما دام الظلم مستمراً، كيف استطيع أن اقنع آخر بالحوار مع أن جهات في دول كبرى تشرع ضد الدين ومعتقداته فقالوا ان الكاريكاتيرات التي ضد الرسول عليه الصلاة والسلام هي عبارة عن حرية الصحافة أو أن الفرنسي يصدر قانوناً يمنع على المسلمات فيه ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات هؤلاء الذين يشتمون الاسلام يومياً ويحاربونه بشتى الطرق كيف نتحاور معهم وكيف استطيع أن اتحاور مع فئة لايعترفون بالاسلام؟ لذلك نوجه الاخوة العلماء بأن نضع رؤيتنا للحوار ومن بعد ذلك نقول تعالوا إلى كلمة سواء فعبادة الله هي منطلق موحد ثم المستوى القيمي مع اتباع الرسالات السماوية أو مع اتباع فلسفات بشرية سميت أنها أديان كالمجوسية وغيرها ولكن أنا كيف استطيع أن أقيم علاقات مستقرة مع من يغتصب أرضي وبلادي ويستبيح شعبي وحرماتي كما في العراق وفلسطين وفي لبنان وكثير من الدول الاسلامية القضية تحتاج إلى أن نطالب غيرنا بأن يهيئ نفسه للحوار بمنع ظلمه ونعيب على بعض أصحاب الأقلام في مجتمعنا المسلم كأنهم يستمدون الرضا من هذا الغرب الظالم لنا في كل المجالات فنحن نقول هنا الاسلام هو من أسس ودعا بالتنوع ونحن دعاة للسلام وأضاف الأستاذ الدكتور علي أوزاك أن الحوار بين الأديان لايجوز فالأديان موضوعه من الله تعالى فالحوار هنا بين معتنقي الدين من أجل المعايشة فنحن الآن نحتاج أولاً للحوار بين السنة والشيعة ومذاهب اخرى فيمكن كشف الكثير وأن يسير إلى طرق متطورة وايجابية فقد بين الأستاذ اسعد والأستاذ عمار الطالبي نقاطاً مهمة جداً في الحوار فنتيجة المناقشات والحوارات مفيدة جداً ولذلك اعتقد أن مستقبل الحوار ايجابي وسيكون له فائدة عظيمة ان شاء الله ونحتاج إلى مناقشات ومناظرات لكي نجدد وإذا كان هناك أخطاء بإمكاننا التصحيح.
وثيقة مكة
فقبل ذلك كانت هناك وثيقة مكة ومنظمة المؤتمر الإسلامي أيضاً عقده مؤتمر في مكة وكان هناك بعض القرارات نتيجة هذا المؤتمر وكانت مفيدة جداً علمياً، عملنا هو الابلاغ وقراءة الطريق الصحيح للانسانية ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حينما ألقى خطبة الوداع كرر يا أيها الناس ولم يقل يا أيها المسلمون والسبب أن البلاغ للجميع ليس خاصاً بالمسلمين لأن في العقيدة عقدياً ونظرياً.
غير المسلمين
إن أكمل دين على وجه البسيطة هو الإسلام لذلك نحن نرى في العالم الآن الكثير من غير المسلمين يدخلون الاسلام، إنما الذين يخرجون من الإسلام قلائل جداً ونادر فالذي يخرج من الاسلام لايكون نصرانياً أو بوذياً فيبقى بدون أي دين لأن عقل الانسان غير مقتنع بهذه الديانات، فمثلاً الشخص الذي يترك المكان العالي فإنه يتردى إلى الأسفل.
حالة المسلمين
ويمسك بطرف الحديث الأستاذ الدكتور عمار الطالبي ويقول إن الإسلام أحسن الأديان وأفضلها إلخ فهذا صحيح، ولكن ما هو حال المسلمين اليوم؟ التدهور والضعف والانقسام والتخلف العلمي والتخلف الحضاري إلخ، فنحن إذا ماذا نحتاج اليوم؟ نحتاج أن ندخل هذه القيم الإسلامية في حياتنا الواقعية فنزداد ثقافة ونزداد علماً ونزداد حضارة ونزداد أخلاقاً لنبرهن أن الإسلام هو الدين الحقيقي، أما إذا بقينا على هذا الوضع فنحن ضد الاسلام نفسه نحجب حقيقته عن الآخرين بسلوكنا وأوضاعنا وحالنا، فحالنا لايدل على الاسلام الصحيح.
ويمسك بطرف الحديث علي أوزاك حيث قال إنه في سنة 84 زار يوسف إسلام في منزله وسأله عن كيفية دخوله الاسلام فذكر لي أن لديه أخاً كان يلعب كرة القدم في ليبيا فقام بوضع كتاب على أحد أرفف المنزل، وفي يوم من الأيام بلغ الهم مني مبلغه فأردت أن اقرأ هذا الكتاب لكي اتسلى بقراءته ففتحته وقرأت منه اليسير اليسير فانشرح صدري لكلمات هذا الكتاب ومنّ الله عليّ بالدخول للاسلام فأردت أن أقوم بزيارة بلاد المسلمين وكانت تلك الدولة هي من دول شمال افريقيا فأحزنني جداً حال المسلمين فيها ولكن احمد الله أن ثبتني على الإسلام فكيف اسلم وحال المسلمين هكذا غارقين في لذاتهم ويلهثون وراء الشهوات.
الجهل والفقر والبطالة
فالمشكلة في البلاد الاسلامية من وجهة نظري مشكلة الجهالة تربية وتعليماً، مشكلة الفقر والبطالة، أي أن الأمية منتشرة وبشكل كبير في البلاد الاسلامية والفقر وسبب الفقر في المقام الأول هو البطالة فعدم توفر الفرص الوظيفية لأن كل مسلم باعتباره مسلماً طاهراً جيداً لأن الإيمان بالله وحده لاشريك له هو مطهر للانسان طهارة روحية ومعنوية ولكن إذا كان هناك أخطاء فهذا شيء آخر فربنا يقبل التوبة فالفقير ليس مكلف بالصدقة والزكاة والحج ان الفقير ناقص التكليف لابد أن نحل مشاكل الجهل والفقر والبطالة لابد من صرف الزكاة للدول الإسلامية الفقيرة فإذا صرفت فلن يكون لدينا فقير.
الأمة الخيرية
وأكد الدكتور أسعد السحمداني أنه يخالف رأي الدكتور عمار والدكتور علي حيث قال: إن الله تعالى ابلغنا (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لايزال الخير باقٍ في أمتي إلى قيام الساعة) نعم في الأمة فقر وجهل وتخلف وذلك في بعض مواقعها وفيها اشراقات أخرى في مواقع أخرى فلا يصح أن نرى نص الكأس الفارغ دون أن نرى النص الممتلئ ففي الأمة حركة نمو وتقدم في المستوى العلمي والعلمائي لكن إذا كانت السياسة في بعض الدول الإسلامية هجرت بعض العقول والأدمغة تبدأ من أول من أجرى عملية قلب وهو لبناني الأصل سنة 69م إلى محمد برادعي الذي يهتم بالذرة في العالم، هؤلاء مسلمون من أصول عربية إذا في الأمة هناك حالات علمائية مهمة هناك أدمغة ممتازة مهاجرة فأنا كل ما حطيت رحالي في احدى الدول إلا وأجد نموذجاً عربياً مشرفاً في كل الدول غير الاسلامية حيث تجدهم أساتذة جامعات باحثين في المعاهد ثم اشراقتنا الكبرى الاستعداد في التضحية من أجل المقاومة في أراضينا فابتداء من لبنان والعراق وفلسطين وافغانستان هذه التضحيات أمام قوة جبارة كبرى أليست هذه اشراقة كبرى للأمة الاسلامية أليس هؤلاء الشباب يستحقون التقدير!!.
فكذلك إذا نظرنا إلى قطاع التعليم في السعودية قبل 25 عاماً والآن حيث إن نسبة السعودة في قطاع التعليم وصلت إلى 100%.
فنحن إذا يجب أن لانجلد الذات يجب أن ننتقد ظواهر التردي ويجب أن لانبغض هذه الانجازات ففي الأمة هناك صفحات مشرقة ومهمة يجب أن لانغفلها.
الانتفاضة خير شاهد
وأضاف الأستاذ الدكتور أسعد أنه في فلسطين المحتلة الانتفاضة بدأت في 28/9/2000م والآن نحن في آخر شهر 5 من عام 2008م فلولا احتضان أهل الأمة لهذه الانتفاضة بالدعم المادي المعنوي والتبرعات لما استمرت. حيث إن لدينا الآن الأسر لاتعمل ولمن لايعلم الأرقام في الضفة الغربية وقطاع غزة لوحدهما يقطن 3 ملايين فلسطيني، فهولاء كيف يعيشوا من 8 سنوات أليست من تبرعات الأمة؟، وكذلك البوسنة وكوسوفا وغيرها لابد أن ننظر بنظرة محايدة أن الأمة لازال فيها تضامن، ثم نحن إذا أردنا بالبحث العلمي لبعض الأعمال الخيرية والمؤسسات الأهلية فنحن الأرقام أقل من ما عندهم، فيجب أن لاتعلم اليد اليسرى ما أنفقت اليمنى والعكس، فلدينا الأوقاف ونموذجه الآلاف مثلاً الدكتور علي أوزبك وقف دراسات العلوم الإسلامية، وكذلك لدينا جامعة الإمام الأوزاعي حيث تضم 5آلاف طالب من 50 جنسية عربية وإسلامية وهي جمعية وقضية لاتعلن موازنتها، حيث تقوم على تبرعات أهل الخير، لذلك نحن مع انتقادنا للتردي يجب أن ننصف أنفسنا.
كيف ترون الدعوات الفردية للحوار؟ الدكتور أسعد السحمداني ذكر أن المثقفين والعلماء يعولون على هذا المؤتمر والذي يعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأننا نريد من خلال هذا المؤتمر أن ننفتح على كل من حاور سابقاً أفراداً أو مؤسسات من أجل أن نقضي على هذا الارتجال والفردية وهذه المبادرات التي في غير مكانها كأن يذهب احد العلماء لدينا أو صاحب ألقاب علمية للفاتيكان ويقول أنا أحاورهم.
السؤال هنا من أنت حتى تحاورهم؟ ما هي امكاناتك؟ ثم أنت الذي تذهب بمفردك لتحاورهم هل تعلم أن الفاتيكان لايعترف باسلامك أنه دين أو فرنسا التي لاتعترف بإسلامك أنه دين إذاً أنت من حتى تحاورهم؟.
أنا والشيطان
نحن نقول يجب أن نؤسس الحوار وأن مؤسس أحد الفتاوى وأن يكون الفقيه مجتهداً وليس مفتياً فالفتوى والأحكام تصدر من مجاميع فقهية لتشابك الأمور يجب أن نقلع عن عقلية الفرد الآن نحن نعرف أننا في الاسلام نتعوذ من أمرين (الأنا والشيطان) يجب أن نلغي هذه الأنانية والمكايدة وأن نتواضع لنقدم ما عندنا في مساره حضارة هذه الأمة.
وعلق الأستاذ الدكتور عمار الطالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على هذا السؤال قائلاً: إن هناك بعض الأشخاص لايفهمون الاسلام وليسوا متخصصين فيه ويذهبون إلى الحوار مع البابا وغيره وهؤلاء مشبوهون لدى من يتكلمون باسم الاسلام فأنا اعرف بعض الأشخاص لايفهمون في الاسلام شيئاً ويذهبون إلى البابا يتمسحون به ليقال بأنه معتدل ويقال بأنه يحاور. لذلك يجب أن نقطع جذور هؤلاء الذين يفسدون الحوار ثم يقول الله سبحانه وتعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهمببعض لفسدت الأرض) الدفع كيف يكون؟ هم يريدون الصراع ونحن نريد الحوار ندفع هذا الظلم عن أنفسنا بالحوار والتعاون ولكي يعرفوا ما عندنا، فإذا لم يعرفوا ما عندنا لايمكن أن يعترفوا بشيء فهم عندهم فكرة سيئة عن المسلمين أخذوها من أحوالنا ومن نصوص مزعومة كتبها بعض المنتسبين للإسلام.
فنحن نريد أولاً أن نكشف هذه الأباطيل وأن نبين الحقائق بطريقة عصرية وبطريقة علمية وهذا هو الدافع، فليس الدافع هو الحرب فقط أن ندفع الظلم عن أنفسنا وعن الإسلام في وسائل الإعلام القوية فنحن ما لم نحصن أنفسنا في مجتمعنا فإننا ستذهب ثقافتنا سدى نظراً للصراع الثقافي اليوم.
فنحن نريد أن نجعل للحوار ضوابط لأن الحوار له موضوع وله منهج، في بادئ الأمر نريد أن نحدد المنهج وأن نحدد الموضوع وأن نحدد الغاية وأن نحدد من نحاورهم من يقبلون الحوار ومن لايقبلونه، لأن هناك بعض الأشخاص لايقبلون الحوار فكيف نحاورهم.
ويؤكد الدكتور علي أوزاك أن المبادرات الفردية سببت الكثير من النكسات والإشكالات التي لانود أن تتكرر في المستقبل فأنا متفائل أن يأتي اليوم الذي يكون فيه المسلمون متماسكين ولكن المشكلة التي نعاني منها الفقر والجهالة، إن شاء الله ننتهي منها ونتطلع لمستقبل زاهر لهذه الأمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.