لن يستمر السلام طويلا في ريال مدريد ، فمع اقتراب الفريق من إنهاء الموسم بشكل جيد ، عبر هدافه كريستيانو رونالدو ، فإن الصراع المحتدم بين المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو ومدير الكرة خورخي فالدانو قد بزغ من جديد. وعلى ما يبدو فإن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز ربما سيضطر للاختيار بين أي من الرجلين للبقاء الموسم المقبل مع الفريق ، وهو الخيار الذي عمل رئيس النادي على محاولة تجنبه منذ عدة أشهر. وتعود جذور الخلاف إلى الرفض التام مسبقا من جانب فالدانو لتولي مورينيو منصب المدير الفني، بعد أن ظل ينتقد مورينيو طوال سنوات عديدة في عاموده ، أثناء عمله الصحفي ، قبل أن يجتمعا سويا في ريال مدريد تحت رئاسة بيريز في 2009 . وقبل عام واحد كان فالدانو يرغب في مواصلة مانويل بيليجريني مهمته في منصب المدير الفني لريال مدريد، بسبب اعتماده على النزعة الهجومية، رغم إنهاء النادي الملكي الموسم المحلي في المركز الثاني وخروجه من دوري أبطال أوروبا وكأس ملك أسبانيا. ولكن بيريز أصر على استقدام مورينيو في عقد سخي يمتد لأربعة أعوام ، بسبب أنه أحرز لقب دوري ابطال أوروبا مع إنتر ميلان عبر الإطاحة ببرشلونة من المربع الذهبي. وتوقع أغلب رجال الإعلام أن يستقيل فالدانو من منصبه ولكنهم تفاجأوا بعدم إقدامه على هذه الخطوة. واسند بيريز إلى فالدانو مهمة تقديم مورينيو إلى وسائل الإعلام ، وبدأ مدير الكرة حديثه بعصبية شديدة ، وقدم اعتذاره علنية إلى الوافد الجديد على “كل هجومي اللاذع ضدك في الاعوام الماضية”. وكان وجود مورينيو بجانب فالدانو بمثابة الكيروسين الذي يحتاج إلى عود ثقاب للاشتعال ، ولكن كانت المسألة مجرد وقت ، بعد شهرين من الهدنة الدبلوماسية ، قبل أن يبدأ قنص أحدهما الأخر في الخريف الماضي. وفي ديسمبر شدد مورينيو لبيريز على أن فالدانو غير مسموح له بركوب حافلة الفريق أو دخول غرفة خلع الملابس أو الفندق ، وبعدها بشهر واحد بدأ المدرب البرتغالي التكهن بإمكانية رحيله في نهاية الموسم. وتخلى فالدانو عن كبريائه ووقف جانبا ، بل ودافع عن فورة غضب مورينيو ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم و(يويفا) والاتحاد الاسباني وبرشلونة ، بصرف النظر عن الكراهية التي ربما يكنها لطريقة مورينيو عندما ينفرد بنفسه. وفي الساعات الأولى من أمس الاربعاء ، عن قصد أو بدون قصد وضع فالدانو قدمه في عش الدبابير عبر القول “مورينيو ينتهز الفرص ليتحدث متى أراد .. لقد أثيرت الكثير من الجلبة حوله وكان مهما أن يرجح جانبا دون آخر وأن يقلب المعايير”. وأحدث ايلاديو باراميس المتحدث الشخصي باسم مورينيو ، ضجة عبر القول إن “فالدانو هو متحدث باسم ريال مدريد ولكن ليس لمورينيو ، عندما يقول إن مورينيو أخذ جانبا فإنه يمازح نفسه تماما ، مورينيو سيصنع جلبة حين يريد ، وسيتحدث بشكل لا لبس فيه”. وتوجهت وسائل الإعلام بالسؤال لفالدانو ، حول ما إذا كان فرناندو هييرو النجم السابق للمنتخب الاسباني وفريق ريال مدريد سيعود إلى النادي ، بعد أن أعلن هييرو عن أنه لن يواصل عمله في منصب مدير الكرة بالاتحاد الاسباني لكرة القدم ، ولكنه رد بشكل غامض. وسأل أحد الصحفيين ما إذا كان هييرو في طريقه لخلافة فالدانو ، ورد الأخير بالقول ، “هذا الأمر سيتم تسويته في نهاية الموسم”. وجاءت تصريحات فالدانو لتثير تكهنات حول ما إذا كان سيواصل مهمته مع النادي ، حيث أنه لا يحظى بشعبية بين الجماهير ، وأظهرت استطلاعات الرأي أن أغلب مشجعي ريال مدريد يفضلون بقاء مورينيو عن بقائه .