لقد خاض ملايين المسلمين اتون الحرب العالمية الثانية جنودا وضباطا في جيوش الحلفاء وبذلوا أرواحهم رخيصة لأجل سلام العالم ولا نعرف كم بلغ عدد قتلى المسلمين بين السبعة عشر مليون جندي ضحايا تلك الحرب. وقد استعانت بريطانيا في حربها على اليابان بالجيش النظامي لحكومة حيدر آباد بقيادة الجنرال أحمد محضار العيدروس آخر قائد لهذا الجيش قبل ان تستقل الهند في دولة واحدة وجيش واحد قال المؤرخ العلامة عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف المتوفى سنة 1375 ه في تاريخه آدام القوت : ولما استفحل أمر اليابان في بورما استنجد الانجليز بحكومة حيدر آباد فأمدته بالعيدروس فأعطاه الانجليز القيادة العامة ورمى به اليابان ففل نابها وقطع أسبابها وأظهر شجاعة خارقة وتدبيرا حازما وكلل الله اعماله بالنجاح حتى لقد سمعت ان ملك الانجليز رسم بعشرين نيشانا لتلك الجيوش فحاز هو وعسكره منها سبعة عشر ولم يقع لبقية الفرق الا أربعة أوسمة منها فقط (انتهى النقل ). ولما انهزم الجيش الثامن البريطاني أمام ثعلب الصحراء رومل في معارك شمال افريقيا تراجع البريطانيون الى العلمين ووقعت مصر كلها تحت رحمة الالمان وعندها تسلم الجنرال مونتجمري قيادة الجيش البريطاني البالغ عدده 150 الف جندي والمكون من جنسيات مختلفة واستعان مونتجمري بالجنرال العيدروس وجيش حكومة حيدر آباد ولم تذكر كتب التاريخ شيئا عن دور العيدروس وجيشه في معركة العلمين بينما تفرد المارشال مونتجمري بشرف الانتصار إلا انني أتوقع للجنرال العيدروس وجيشه دورا عظيما في انتصار العلمين يماثل أو يزيد على قيادته العامة لجيوش الحلفاء في بورما وهزيمته لليابان. وبعد انتصار العلمين عاد العيدروس بجيشه الى الهند ليرتاح من المعارك العديدة التي خاضها لكنه ما ان دخل بسفنه الى خليج عدن حتى صدرت له الأوامر البريطانية بالذهاب لقلب حضرموت وانهاء تمرد السلطان بن عبدات بمدينة الغرفة فنزل العيدروس بجيشه ومعداته بميناء المكلا وتحرك عبر أودية قاحلة وجبال شامخة وطرق وعرة لم تسلكها من قبل سيارات ولا مدرعات ووصل لبلدة الغرفة وقاتل بن عبدات وهزمه ثم عاد بجيشه الى الهند بعد ان رأى بأم عينيه ولأول مرة ذلك البلد القاحل ذو الشمس الحارقة والذي تحرك منه أجداده الى الهند قبل ثلاثمائة سنة حاملين معهم لواء الدين والعلم والسلام لكنه عاد لهم من الهند وللاسف بالجنود والرشاشات والمدرعات لكن بن عبيداللاه يصف الجنرال العيدروس فيقول وله الى جانب ذلك البأس أخلاق فاضلة وغيرة على العروبة ودفاع عنها فان انضم الى ذلك انتهاء عن المحظورات وقيام بفرائض العبادة فقد أكمل (انتهى ). اننا نتطلع الى شباب الباحثين والمؤرخين ليخبرونا من الذي هزم رومل في صحراء العلمين هل هو المارشال مونتجمري كما نعرف جميعا أم هو الجنرال العيدروس كما لم يعرف أحد.