يمكنك وبنسبة كبيرة أن تبدي حكمك على نجاح المؤسسة من خلال إخلاص وتفاني ومصداقية وانضباط مديرها التنفيذي والإداري داخل وخارج العمل ، فإذا ظهر العكس وحدث منه أي تجاوزات وفتح لنفسه ولمعارفه ثغرات للاستفادة من منصبه ومن نفوذه بالتأكيد سوف ينتشر الفساد المالي والإداري، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للتعدي على أنظمة وقوانين المؤسسة ولائحة سير العمل فيها، بل سيكون هناك سهولة من انتقال الفساد الإداري إلى أصغر موظف طالما تهيأت وأتيحت أمامه الفرصة للسرقة والنهب دون حساب أو عقاب، كما يقول الشاعر (إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربٌ فشيمةٌ أهلِ البيتِ الرقصُ) ، فالمدير الفاسد لا يحاسب الموظف الفاسد على فساده حتى لو كان يملك دليلا على فساده!! خاصة إذا كان هذا الموظف من المقربين منه ويعلم كل كبيرة وصغيرة عنه ، لأنه يخشى أن يحاسبه هو أيضا ويفشي كل ما يعرفه عنه ، لذلك نجد المدراء الفاسدين يتغاضون عن فساد الآخرين في مؤسساتهم ، وغالبا ما يرى الموظف صعوبة في التعامل مع مثل هذه التجاوزات أمام عينه ويدير وجهه عنها ، وهو ما قد يجعله بين خيارين إما أن يختار المواجهة مع هذا الإداري الفاسد أو السكوت والتغاضي عنه ، وبالطبع لا يوجد سكوت بدون مقابل فلابد أن يستفيد من تغاضيه عن هذا الفساد بأي شكل من الأشكال، ويساعده على ذلك ضعف الوازع الديني، والحياة المعيشية الصعبة التي يعاني منها أغلب الموظفين البسطاء بسبب ضعف رواتبهم والفقر الذي جلب لهم الكثير من المشاكل المرضية والاقتصادية لهم ولأسرهم ، بالإضافة إلى خوفهم الشديد من بطش ونفوذ رؤسائهم ومدرائهم، وهذا ما يجعلهم يفكرون مائة مرة قبل الإقدام على أي خطوة ضد رؤسائهم في العمل أو حتى مراجعتهم أو محاسبتهم عن أفعالهم أو تصرفاتهم التي قد ينتج عنها فساد مالي وإداري في العمل ، وهذا ما يجعل الكثير منهم لا يولي العمل اهتمامه ، وبالتالي يتأثر أداء العمل سلبا على المؤسسة وهو ما قد يؤدي بها إلى انخفاض الإنتاجية، أو بمعنى آخر اتجاه المؤسسة في منحدر قد يوصلها إلى نفق مظلم يصعب انتشالها منه. خلاصة القول إن التنفيذيين هم القدوة في الإدارة حيث ينظر إليهم الجميع على أنهم هم الأفضل في أداء العمل وفي وضع الإستراتيجيات الإدارية طويلة وقصيرة المدى، فهؤلاء هم المرآة للمؤسسة في محيطها الداخلي والخارجي وعادة ما يكون لهم تأثير سلبا أو إيجابا على سلوك الموظفين وإنتاجياتهم وبالتالي التأثير على مستقبل المؤسسة في الصعود والهبوط.