يرغب راؤول جونزاليس في الاستمتاع باللحظة الرائعة التي يمر بها حاليا مع شالكه الألماني ، ويرى في منتخب أسبانيا صفحة مطوية. لكن هذا الاقتناع قد ينقلب تماما إلى النقيض في حالة تلقيه استدعاء من فيسنتي دل بوسكي. وأقر النجم الجديد في الكرة الألمانية خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “لا يمكنني أن أقول لا لمنتخبي ولبلادي”. وبينما يبدو في أكمل لياقة له وهو يرتدي القميص الأزرق المميز لشالكه ، يتحرك راؤول في استاد “فيلتينس أرينا” بمدينة جيلسينكيرشن ، أحد أحدث الاستادات في أوروبا ، كما لو كان في منزله. يحيي الجميع بالألمانية ، ويضحك لأنه يفعل ذلك ، يشعر ويتحدث براحة عن حياته الجديدة في ألمانيا ، وعن المنتخب وعن احتمالية اتجاهه للتدريب في المستقبل ، ويستدعي ذكرى خاصة مع جوسيب جوارديولا المدير الفني الحالي لبرشلونة. ويقول المهاجم /33 عاما/ ببساطة شديدة “حياتي عائلية للغاية”، بينما ينهي إجاباته بابتسامة ويتجنب بمهارة اللاعب الموهوب أي جدل ، رغم أنه لا يفعل ذلك دائما. ويحاول راؤول الحديث عما وجده في ألمانيا لكي يشعر بسعادته الحالية: “وجدت ناديا على مستوى محترف كان يرغب في ضمي ، وثقة من جانب مدرب ، وحبا واحتراما من الجماهير منذ اليوم الأول. كما أنني سعيد لأن أسرتي وأبنائي اندمجوا على نحو جيد في وقت قليل. وبعد ذلك ، على المستوى المهني ، الفريق بدأ بشكل سيء لكنه ارتقى بمستواه والآن هو في أفضل أوقاته ، يكافح للفوز بالكأس ودوري الأبطال. كان ذلك يبدو مستحيلا في بداية الموسم”. لكن ذلك لا يجعله ينكر ما حظي به من تقدير في ريال مدريد “قضيت 16 عاما في ريال مدريد. إنه فريقي وبيتي. ويثبت ذلك لي العديد من جماهير الفريق: يأتون إلى هنا من أجل رؤيتي في أحد التدريبات أو لمتابعة العديد من المباريات”. وحاول قائد الفريق الملكي السابق إبراز الفوارق بين البلدين اللذين لعب فيهما: “هنا التدريبات أكثر وأقوى بكثير مقارنة بأسبانيا. على أية حال ، بالنسبة لي الأمر الأهم هو الاستمرارية. المرء لا يمكنه أن يشعر بأنه جيد لو لم يكن يتدرب ويلعب بشكل منتظم. خاصة إذا كان في عمري. ربما يكون ذلك عاديا في سن 22 أو 25 عاما ، لكن بالنسبة لي اللعب بانتظام أمر مهم. إنني هنا سعيد لذلك ، لهذه الثقة”. ومع انخفاض مستوى فرناندو توريس وديفيد فيا مؤخرا ، ازدادت التكهنات حول إمكانية عودة راؤول إلى صفوف المنتخب الأسباني ، وهو ما يملك اللاعب رأيا واضحا بشأنه. يقول “تلك الصفحة قد طويت تماما. الآن ما أريده هو الاستمتاع بلعب كرة القدم مع شالكه ، وتحقيق الأهداف ، وأن أكون هنا. لدي عام آخر في عقدي ، ولو مضت الأمور على نحو جيد سأحاول الاستمرار. البوندسليجا بطولة يسعى النادي إليها منذ وقت طويل. إنها هدف للعام المقبل. أن نبدأ بقوة أكبر ، كي نتمكن من المنافسة عليها”. لكنه رفض اعتبار إجابته تلك ، رفضا للعودة إلى صفوف المنتخب الأسباني. وقال راؤول “في أي وقت تستدعيني فيه أسبانيا سأكون مستعدا للذهاب. إنها قضية مغلقة ، لأنني لا أعتقد بأن ذلك سيحدث. لكن إذ استدعاني المدير الفني وظن أنه بحاجة إلي ، فلا يمكنني أن أقول لا لمنتخبي ولبلادي”. وحاول اللاعب وصف مشاعره بعد استبعاده من صفوف المنتخب في كل البطولات الكبرى منذ مونديال ألمانيا عام 2006: “بالتأكيد الأمر مؤلم ، خاصة عندما يكون قد مضى علي أكثر من عشرة أعوام في المنتخب لعبت فيها أكثر من مائة مباراة. لكن ذلك قد مر عليه عمليا نحو خمسة أعوام. إنها أشياء تحدث في كرة القدم. أحيانا تكون غير متوقعة ، وتلك كانت واحدة منها. منذ ذلك الحين وأنا أستمتع بمتابعة المنتخب عبر التلفاز وبالألقاب التي يحققها”. كما أوضح سبب الصداقة التي تجمعه بجوسيب جوارديولا مدرب برشلونة رغم الخصومة التاريخية بين ريال مدريد والفريق الكتالوني: “في المنتخب كان هو من أعطاني تمريرة هدفي الأول. ربما بدا ذلك مزحة ، لكن العلاقة بيننا كانت دوما جيدة ونتحدث كلما أمكن. فنحن نعشق كرة القدم”. وأضاف “لقد تدربت مع الكثير من المدربين ، وكلهم تركوا في أشياء رائعة. لكن أمر واضح أن جانبا من أفكار جوارديولا الكروية يعجبني. كما أنه محظوظ لأن لديه المجموعة التي معه. إنه شخص مهذب ومحترم مثل دل بوسكي ، الذي دربني لخمسة أو ستة أعوام في ريال مدريد. لقد تعلمت منهما الكثير. من جانب آخر ، لا أعرف إذا كنت سأدرب أم لا. ما أعرفه هو أنني أحب كرة القدم لكن رأسي في اللعب. وبين اللعب والتدريب فارق كبير”. كما تطرق اللاعب إلى إمكانية مواجهة ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال “أولا لابد من الفوز على مانشستر يونايتد. أتمنى أن يتأهل ريال مدريد إلى النهائي. لكننا نواجه فريقا قويا هو مانشستر يونايتد. وصولنا إلى المباراة النهائية سيعادل فوزنا بها. يتحتم عليهم حينها منحنا كأسا ، كأسا صغيرة”. وسئل راؤول عمن قد يضم لشالكه بين النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو فأجاب “إنهما لاعبان رائعان. المقارنة بينهما خطأ. في كرة القدم لا تكون المقارنات جيدة ، بل خاطئة. لابد من رؤية الأجواء التي تحيط بكل لاعب. ميسي على سبيل المثال ، قدم في برشلونة أداء جيدا بل الأفضل. على العكس مع الأرجنتين ، لم يأت ذلك المستوى بعد. لابد من تقدير الأمور في كرة القدم بالعقل ، وليس بالمقارنة. في الحقيقة أنا كنت سأضم كليهما لكنني لا أعتقد أن لدى شالكه كل تلك الأموال”.