في مدينة بقيق- الواقعة بين الظهران والهفوف - لاحظت في سوقها العام الذي جئناه مع العشاء ، ورقة معلقة فوق كل دكان من دكاكين .. (البقالة) بجميع أنواعها، وفي الورقة كتابة تحت عنوان (أسعار اليوم) وفي هذه الورقة أسعار جميع الحاجيات الاستهلاكية لدى الجمهور مع رجاء عدم الشراء بأية زيادة عن السعر المحدد وهي ممضاة وموقعة من رئيس البلدية. هذه واحدة والثانية ان البلدية صفت على جانبي الشارع ، بل وأكاد أقول امام كل دكان (براميل) خاصة لجمع الأوساخ والمياه، وبقايا الخضار ووضعت فوق كل برميل عبارة ترجو فيها الجمهور أن يضع كل القاذورات في هذه البراميل وفعلا ورغم أن الوقت كان وقت العشاء فإن السوق كان في منتهى النظافة، وكان العمال يحملون ما في البراميل إلى خارج الشارع إلى السيارات الخاصة بذلك. والثالثة ، ان كل دكان هناك لا يتجاوز حدوده بمعروضاته من الخضار والفواكه كما هو الحال في بعض الأسواق عندنا ، بل يعرضها عرضا جميلاً على النحو الذي نشاهده في بعض البقالات هنا ، لكنها هنا نادرة وهناك عامة. وأنا أكتب هذا لأني أريد من رؤساء البلديات والمسؤولين عنها أن يطلعوا على تلك التنظيمات الموجودة في بلادنا والتي يمكن الاستفادة منها لتبدو جميع مدن المملكة متناسقة وصحيح جداً أن صغر المدينة هناك ساعدها كثيراً على (أسعار اليوم) وعلى التنظيمات الأخرى ولكني أعتقد أن بالامكان اجراء جميع تلك التنظيمات في كل المدن الكبيرة أيضاً بالمملكة بدليل أن أكثر وأعقد من تلك التنظيمات تتم في المدن الكبرى في الخارج ، فلو أننا تدرجنا في الاصلاح والتنظيم منذ الآن، وكأننا نبدأ من جديد لما مضت سنوات قليلة الا وقد تم لنا ما نريد ..أما أن نستهول الأمر ونقف أمامه حائرين جامدين فستمر السنوات ونحن في نفس الحال ..وهذا ما لا يرضاه أحد ..فعسى أن يكون في هذا بعض الحافز لمن يريدون العمل. عبدالله عريف