حذرت الأممالمتحدة من (وضع كارثي) في مدينة مصراتة غربي ليبيا، وهي المدينة التي تحاصرها منذ عدة أسابيع قوات الكتائب الأمنية التابعة لنظام العقيد معمر القذافي ويتحصن فيها الثوار المعارضون له، في حين قصفت الكتائب بالمدفعية مدينة أجدابيا شرقي البلاد بشكل مكثف من ثلاث جهات، مما دفع بعض السكان للفرار منها. وقالت الأممالمتحدة إن مئات الأشخاص في مصراتة قتلوا وجرحوا، مضيفة أن سكان المدينة –البالغ عددهم نحو ثلاثمائة ألف نسمة- يعانون من نقص في المياه والغذاء والدواء. وأكدت فاليري أموس -مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة في الشؤون الإنسانية- أن الوضع في مصراتة (أصبح كارثيا)، وأن المدينة تحتاج إلى مساعدات عاجلة. وعبرت عن قلق المنظمة الأممية مما يعانيه سكان المدينة المحاصرون، بمن فيهم مهاجرون يعملون في ليبيا، داعية إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين كتائب القذافي والثوار الذين يطالبون بتنحيه عن الحكم. ودعت المسؤولة الأممية إلى السماح للمدنيين بمغادرة المدينة، وقالت إن الوضع في المدينة (حرج جدا) وإن العديد من السكان يحتاجون بشكل فوري إلى مساعدات غذائية وطبية ومياه صالحة للشرب. وفي السياق ذاته نقلت وكالة أسوشيتد برس عن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قوله إنه يحاول أن يجد طريقة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات القذافي على مصراتة منذ نحو أربعين يوما.وقالت الناطقة باسم الحلف أُوانا لونغسكو إن الحلف يركز اهتمامه على مصراتة وإنه يناقش الأمر مع الدول غير الأعضاء فيه والمشاركة في قوات التحالف الدولي التي تدخلت في ليبيا تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، الذي يفرض منطقة حظر طيران على ليبيا وينص على حماية المدنيين الليبيين. من ناحية ثانية أفادت وكالة رويترز نقلا عن ناشط في مصراتة أن سكان المدينة يتجمعون, كلّ خمس أسر في منزل واحد في الأحياء الآمنة، هربا من وابل قذائف (الهاون) التي تطلقها قوات كتائب القذافي. وكان مستشفى المدينة استقبل عشرات من القتلى والجرحى الذين سقطوا في قصف متقطّع للمدينة المحاصرة، وأفادت مصادر محلية مقربة من الثوار أن قناصة تابعين لكتائب القذافي تراجعوا بعد أن واجهوا مقاومة شديدة من سكان مصراتة.