أعلن الرئيس اللبناني المنتخب ميشال سليمان أن الاستشارات النيابية لاختيار رئيس جديد للحكومة ستبدأ اعتبارا من اليوم الأربعاء. وذكر بيان صادر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أن سليمان سيجري اليوم الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلف بتشكيل حكومة جديدة، مضيفا أن الاختيار سيقع على”الاسم الذي ينال أغلبية أصوات النواب”. الإعلان الصادر عن قصر بعبدا جاء بعد يوم من انتخاب سليمان رئيسا وإصداره مرسوما هو الأول له بتكليف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بمواصلة تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة، وهو إجراء ينص عليه الدستور. وكان سليمان وصل إلى مقره في قصر بعبدا في أول يوم من عمله الرئاسي حيث استعرض حرس الشرف وأطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة على شرفه، ثم استقبله موظفو القصر والإعلاميون حيث جلس على الكرسي الذي شغر ستة أشهر بعد انتهاء ولاية سلفه إميل لحود. وكان سليمان القادم من قيادة الجيش قد بدأ أول نشاطاته الرئاسية بوداع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي حضر حفل تنصيب الرئيس بصفته ضيف الشرف، تقديرا له على الدور الذي لعبه في جمع الفرقاء اللبنانيين في اتفاق الدوحة الذي وضع حدا لأزمة سياسية استمرت نحو 18 شهرا وتفجرت بسببها اشتباكات مسلحة كادت تدخل البلاد في حرب أهلية جديدة. وقوبل انتخاب سليمان الأحد ب118صوتا من أصل 127 بارتياح منقطع النظير وحضور عربي ودولي غير مسبوق جمع ممثلين للدول التي تولت وساطات لحل الأزمة اللبنانية. ودعا الرئيس الجديد في خطاب القسم مواطنيه إلى بدء مرحلة جديدة يجري فيها “الالتزام بمشروع وطني يخدم الوطن ويضع مصلحته كأولوية على المصالح الفئوية والطائفية ومصالح الآخرين”. وتلقى سليمان اتصالات من قادة عرب بينهم الرئيس السوري بشار الأسد كما رحب نظيره الأميركي جورج بوش بانتخابه مؤكدا أنه يأمل أن يدشن “اتفاق الدوحة حقبة من المصالحة السياسية تصب في مصلحة لبنان الذي اختار قائدا سيحترم التزامات لبنان بالقرارات الدولية التي تدعو إلى نزع سلاح حزب الله”. وفي جديد ردود الفعل على انتخابه تلقى الرئيس اللبناني اتصالا من الملك الأردني عبد الله الثاني عبر خلاله عن “ثقته بأن تلبية هذا الاستحقاق الرئاسي يشكل مفصلا مهما في الحياة السياسية اللبنانية ويسهم في تمكين لبنان من الانتقال إلى مرحلة جديدة”. من جانبه أعرب الأمين العام للمنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف عن ترحيبه بانتخاب سليمان مشددا على أن هذه الخطوة “ستكون بداية للمصالحة الوطنية”. في هذه الأثناء واصلت الأكثرية النيابية مداولاتها لاختيار مرشحها لمنصب رئيس الحكومة وسط توقعات بأن الاختيار سيقع على زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري أو رئيس الحكومة المستقيلة فؤاد السنيورة.