الأمر السامي بانشاء هيئة مستقلة ومرتبطة بمقامه حفظه الله مهمتها محاربة الفساد واهله (كائن من كان) سيكمل كثيراً الصورة الجميلة التي تعيشها بلادنا ولله الحمد وستقضى بإذن الله تعالى على دابر الفساد ممن لا يحترمون انفسهم ولا مكانتهم ولا مناصبهم ولا ثقة من أولاهم الثقة فيستغلون مناصبهم اسوأ استغلال ويأكلون وبدون وجه حق أموال الدولة واموال الناس. وللأسف الشديد ان هذا يوجد.. ولو اردنا تسليط الضوء على أنواع الفساد فهي تأخذ صوراً واشكالاً متعددة لا يمكن حصرها فكما ذكرنا من يستغل منصبه لتكوين الثروة له ولاسرته فهو فاسد.. ومن يأخذ مال غيره بدون وجه حق فهو فاسد.. والرشوة بأشكالها وصورها المتعددة نوع من أنواع الفساد. والشيء المفزع والمخيف انك تجد مسؤولاً يتراوح راتبه الشهري بين العشرين والثلاثين ألف ريال وفجأة وبعد اربعة أو خمسة أعوام.. وهو يملك عشرات الملايين والعقارات والعديد من السيارات الفارهة والفاخرة!! وهنا تسأل كيف حدث هذا؟!. ان مبدأ من اين لك هذا؟! يجب أن يطبق وبقوة فلا يعقل ان يصبح موظف عادي بين عشية وضحاها من أصحاب الملايين واذا نزلت عليه ثروة تثير الشبهة فمن المفترض معرفة مصدرها!. ان من يضع يده على أراضي الدولة بدون وجه حق ايضاً يعتبر (سارق للمال العام) ويجب أن يعيد المال الى الدولة.. ويجب أن يحاسبوا حساباً عسيراً. ومن تصرف لهم الرواتب وهم في بيوتهم او في منتجعاتهم في الداخل والخارج ورواتبهم تصرف دون ان يداوموا فهذا قمة الفساد ويجب أن يحاسبوا ويبعدوا. وفواتير الشركات التي تدفع من أموال الدولة دون ان تدقق يجب ان يعاد النظر فيها فهذه اموال عامة ويجب أن لا تصرف الا في اوجهها الصحيحة وبعد التأكد الفعلي من مشروعيتها. لا يخرب أي امة وينهش في جسدها امر كالفساد فالفساد هو آفة اي امة وهو سبب انحدارها وتخلفها وزوالها. وبقدر ما انهال على الشعب من خيرات فان اعظم خير تلقاه الشعب بسعادة بالغة هو محاربة الفساد والمفسدين وتأتي أهمية هذه الهيئة التي نهنىء من منح الثقة بقيادتها هذه الثقة والتي لا تعادلها اي ثقة انها ترتبط مباشرة بقائد هذه البلاد وهذه ميزة تمنحه قوة يحلم بها أي مسؤول، وكم نتمنى أن تكون قراراتها علنية ليرتدع القاصي والداني. وليحفظ الله المملكة وقادتها واهلها والمقيمين فيها من كل سوء. آخر السطور: (من رضى باليسير طابت معيشته).