لم تنتهِ قصة عشق الإنسان للعطور والنباتات العطرية بجازان فقد نقل أبناؤها تراثهم وعشقهم لهذه النباتات إلى قرية جازان بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة وذلك للمشاركة ليرووا حكاية حبهم للنباتات العطرية في الجنادرية ( 31 ). وقد ضمت القرية العديد من بائعي النباتات العطرية والأشكال المميزة التي يتزين بها أبناء وبنات جازان بأشكالها المتعددة التي وجدت إقبالاً كبيراً عليها من مرتادي قرية جازانبالجنادرية. ومن أشهر هذه النباتات التي قد تضاهي بعطرها أروع العطور الفرنسية الفل والكادي الذي يطلق عليه سيد النباتات العطرية فهي شجرة تشبه شجرة النخيل تنمو في المناطق الجبلية وغير الجبلية وهو أيضاً له رائحة عطرية يكثر في موسم نزول الأمطار، أبيض اللون يستخدم كنوع من أنواع الزينة وتصنع منه العطور التي تسمى باسمه حيث يستخدم مع مجموعة من الزهور العطرية منها ما يطلق عليه البعيثران ومناطق أخرى تسميه بياض تكسوه الأوراق الصغيرة، ينمو في المناطق الجبلية، لونه أخضر فاتح يميل للون الأبيض وأغصانه نحيلة تزينه زهور تحمل نفس لونه. وعن طرق استخدامها فمنها ما يوضع على الرأس ويعرف بالعصابة وذلك بعد وضعه مع مجموعة من النباتات العطرية كالكاذي والبعيثران تتزين النساء به في المناسبات والأفراح. وللفل الجازاني أشكال متعددة ومختلفة فمنها المسابح وهو نوع صغير على شكل المسبحة وأيضاً ما يسمى بالكباشة وهو عقد طويل وعريض عادة يلبس على الصدر بالإضافة إلى السحلة. ومن أنواع الفل الأخرى أيضاً الفل (العزاني) ذو الحبة الطويلة فهو يزرع وينمو في المناطق الجبلية من منطقة جازان واستخداماته قليلة لدى النساء ويستخدم أكثر لدى الرجال وكذلك الشباب من سكان تلك المناطق حيث يوضع على شكل عصابة توضع على الرأس وهي طريقة تعتبر شيئاً من التراث لدى سكان تلك المناطق الجبلية عرفوا بها وما زالوا محافظين عليها من باب التراث والزينة . أما نبتة النرجس الطوق فهي من الزهور العطرية التي تغطي أرض جازان ولا تستخدم للزينة فقط بل تستخدم كذلك في الطب الشعبي لعلاج بعض الأمراض وهو وسيلة لإبعاد الجان، يوجد في كل من جبل سلا والعبادل وفيفا وهروب وهي جبال تشتهر بها منطقة جازان تغطيها مدرجات خضراء، وتتمتع منطقة جازان بثروة عطرية مثل زهور الزعتر والواله التي يشرف عليها كوادر من أبناء وبنات المنطقة يتمتعون بالخبرة ليخترقوا بنباتاتهم العطرية أمواج البحار لينقلوا تراثهم لباقي مناطق المملكة.