يتعرّض الإنسان خلال فصل الشتاء للعديد من المتغيرات بسببب انخفاض درجات الحرارة وزيادة برودة الجو، منها ما يتعلّق بالعادات الغذائية، وارتفاع معدل تناول بعض الأغذية التي ترفع من نسبة السعرات الحرارية، وخمول الجسم نتيجة قلة الحركة، أو ما يتعلق بالصحة مثل الإصابة بأمراض البرد. هذه المتغيرات قالت عنها أخصائية التغذية رندة الحامد إنها تنتج في العادة بسبب طول وقت الليل خلال فصل الشتاء، حيث يتيح ذلك للإنسان المجال للنوم لأوقاتٍ طويلة، أو السهر وتناول الأكل دون نظام صحي مناسب بسبب شعوره بالرغبة في تدفئة جسمه، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، بجانب انخفاض نسبة إفراز مادة “السيروتونين” التي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم مزاج الإنسان فيصبح الشخص أكثر عرضة للخمول والكسل. وحذّرت الحامد من تناول المأكولات الغنية بالدهون المشبعة، واستبدالها بالخضروات والفواكه خاصةً التي تقوي مناعة الجسم للحماية من الإصابة بنزلات البرد، وشرب الزنجبيل، والليمون بالعسل، والشاي، وحساء الدجاج، والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات خصوصًا فيتامين “ج”، محدِّدة كمية السوائل بمعدّل لترين تقريبًا يوميًا لحماية الجسم من الجفاف، وممارسة الرياضة بواقع نصف ساعة يوميًا على الأقل لإمداد الجسم بالنشاط وتخليصه من الطاقة الزائدة. كما دعت إلى ضرورة التعرُّض يوميًا لأشعة الشمس، سواء عند الشروق أو الغروب، تجنُّبًا لنقص مستوى فيتامين “د” في الجسم الذي يلعب دورًا مهمًا في المحافظة على أداء الجهاز العصبي، ومساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم، مبيّنة أن نقص فيتامين “د” يؤدي إلى زيادة الوزن نظرًا لانخفاض استهلاك الجسم لمخزون الطاقة، وبالتالي بقاء السعرات الحرارية الناتجة عن تناول الأطعمة المختلفة على هيئة خلايا دهنية بدلًا من تحويلها لمصدرٍ للطاقة يستهلكها الجسم عند حاجته. إضافة إلى ذلك، رأت خبيرة التغذية حنان شيحة أن برودة الطقس خلال فصل الشتاء يصحبها الإحساس بالخمول وبطء الحركة، حيث يبذل الجسم طاقةً كبيرة للمحافظة على درجة حرارته مع انخفاض حرارة الجو التي تتطلّب إحراق سعرات حرارية كبيرة، ودعت إلى التقيُّد بنمطٍ غذائي سليم لهذا الفصل، والإكثار من شرب السوائل، لا سيما المشروبات الساخنة التي من شأنها رفع معدل الاستقلاب الخلوي في الجسم “الأيض” والمحافظة على الصحة والوزن. وأكدت أهمية تناول الحليب ومشتقاته، لاحتوائه على فيتامينات تساعد على تحويل المواد الغذائية إلى طاقة، إضافة إلى غيره من المشروبات الساخنة مثل القرفة بالحليب، حيث يساهم هذا المشروب في علاج نزلات البرد، فيمكن تناوله ساخنًا مع إضافة العسل إذ يساعد في علاج الإنفلونزا واحتقان الحلق، بالإضافة إلى مشروب الزنجبيل أحد أفضل المشروبات الساخنة لإنتاج الطاقة والحصول على الدفء، وكذلك شراب الشوكولاتة الساخنة. وأفادت حنان شيحة أنه يوجد مشروبات ساخنة لا تعطي قيمة غذائية مميّزة، لكن لها آثار محبّذة في هذا الفصل تحديدًا مثل الأعشاب المغلية كالكركديه، واليانسون، والنعناع التي تمنح الجسم الدفء اللازم والراحة النفسية التي تقاوم الإصابة بكآبة الشتاء، وهي حالة من الشائع الإصابة بها في فصل الشتاء. ونبّهت إلى ضرورة تناول المشروبات الطبيعية المكوّنة من الفاكهة الطازجة، لاحتوائها على فيتامينات ومعادن ضرورية لصحة الجسم ووقايته من أمراض الشتاء، بالإضافة إلى مقاومتها لعوامل التعب والخمول وضعف الأداء البدني. من جانبها، أفادت استشارية طب الأسرة هاجر المحمدي أن الانتقال من أجواء حارة إلى أجواء باردة يعدّ أكثر ضررًا، محذرةً من التعرُّض للتيارات الهوائية الباردة التي تؤثر على سلامة الجسم، لا سيما الأطفال، وبيَّنت أن تعرُّض الطفل لأجواء دافئة داخل المنزل ثم الانتقال المفاجئ للأجواء الخارجية الباردة يوفّر فرصة للفيروسات لمهاجمة الجسم، والتسبُّب في إصابته بأمراض الشتاء. وعدّت مرض الإنفلونزا أﺣد أبرز اﻷﻣراض انتشارًا خلال فصل الشتاء ﻧظرًا ﻟﺗﻐير درﺟﺎت اﻟﺣرارة واﻟرطوﺑﺔ المستمر، وﻋدم اﻟﻣﻘدرة ﻋﻠﻰ التنبؤ ﺑﺎﻟﺗﻐيرات اﻟﺟوية في هذا التوقيت من السنة، ﻣﻣﺎ يعرّﺿﻧﺎ ويعرض أطﻔﺎﻟﻧﺎ ﻟﺗﻐيّرات ﻓﻲ ﺣرارة اﻟﺟﺳم قد يصاحبها ﺿﻌف مستوى اﻟﻣﻧﺎﻋﺔ، مشيرةً إلى أن لإنفلونزا من الأمراض المعدية التي لها تأثيرات صحية خاصة الأطفال. ودعت إلى أهمية نشر ثقافة الوقاية في المجتمع، وأن هناك خطوات لا بد من اتخاذها للابتعاد عن الإصابة بالإنفلونزا، ومنها تكرار غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وكذلك استخدام المناديل الورقية عند العطس أو السعال لتغطية الفم والأنف، إلى جانب ضرورة الاهتمام بصحة الأكل والنوم، وتناول الأطعمة الصحية، وأخذ الكفاية من النوم الليلي التي تمثّل إحدى وسائل رفع مستوى مناعة الجسم، وتجنُّب المصابين بالإنفلونزا والأماكن المزدحمة. كما أشارت إلى أن هناك أشخاص يشعرون بالبرد أكثر من غيرهم فيكون لديهم ضعف في قدرة الجسم على تحمُّل البرد والتكيُّف معه، ومن ضمنهم من يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد، إذ يشعرون بالبرودة أكثر من غيرهم لأهمية الحديد في عملية التدفئة تلك، وأيضًا من يعانون ارتفاع ضغط الدم، حيث لا يتوزّع الدم بشكلٍ كافٍ في الأطراف فيشعرون ببرودة أطرافهم.