خاطب إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم، حجاج بيت الله الحرام، في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام بمكة، بقوله: يا حجاج بيت الله الحرام، لقد حللتم أهلاً ووطئتم سهلاً، فهذه مكة أم القرى والبلد الأمين، جعل الله فيها هذا النسك جامعاً فيه حرمتين؛ حرمة الزمان وحرمة المكان، وفي الحرمتين قوام الأمن المبرز للسكينة والتواضع والتراحم، فزمن النسك يلفظ أي شعار غير شعار التوحيد "لا إله إلا الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، وشعار التلبية ((لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك)). وأضاف: ما الحج إلا طواف وسعي ووقوف ومبيت ورمي وحلق وتقصير، وأن من فضل الله على عباده أن هيأ لهذا البيت عبر الأزمان من يقومون بوفادة الحجاج، فكانت قبائل العرب تتقاسم ذلك، فقوم للسقاية وقوم بالإطعام، وآخرون بالحماية، فتعاقبت على ذلك الأجيال والدول، حتى هيأ الله لبيته بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، راعية أمره، وهي تتشرف بخدمته، والتسهيل على الحجيج في غدوهم ورواحهم ومراحهم، باذلة وسعها في التشييد والإعمار، بما يشهد به القاسي والداني، جعله الله بلداً آمن مطمئن وسائر بلاد المسلمين، وإن لكم على هذه البلاد حجة بيت الله الحرام الترحال وبذل العون والأمن والراحة، منذ قدومكم سالمين إلى رواحيكم غانمين بإذن الله، وإن لها عليكم استشعار هيبة المشاعر والتزام الإناء والرفق والأنظمة والتعليمات التي تصب في مصلحة الحجيج، وعدم الإخلال براحتهم وأذيتهم في نسوكهم، فلا مجال لمزايدات في شعارات لا صلة لها بالحج، ولا مجال في شرخ نسك العبادة، فيما ليس منها. وتابع: "فقد كان أهل الجاهلية يقفون بالمشاعر ويفتخرون بآبائهم وانتصاراتهم، فأبطل الإسلام ذلك، بقوله (فإذا أفضتم من عرفات فإن قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم أبائكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتينا في الدنيا حسنة وما له في الآخرة من خلاق ومن الناس من يقول ربنا آتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)".