قد يكون عادل عصام الدين، الصحفي الرياضي المخضرم، هو الصحفي الوحيد في تاريخ الإعلام الرياضي السعودي الذي لم تُعرف ميوله الرياضية، بل كان هناك شبه إجماع بحياديته من أيام ترؤسه لتحرير مجلة “عالم الرياضة” إلى أن أصبحت صحيفة أسبوعية ثم يومية فيما بعد قبل أن يُعين -وبسبب حياديته أيضًا- مديرًا للقناة الرياضية مع استمراره في كتابة المقالات بشكل ثابت في صحيفة “عالم الرياضة”، ثم صحيفة “الشرق الأوسط”.. تاريخ طويل ومشوار حافل لم يُكشف خلاله ما يشير إلى ميول الرجل أو إلى تحيزه لنادٍ معين، وهو ما أكسبه شعبية كبيرة وثقة مطلقة في كل مشاويره الصحفية. فجأة ودون مقدمات، وبعد كل هذا العمر الطويل والحيادية المطلقة، يتم الإعلان عن تعيين عادل عصام الدين مديرًا للمركز الإعلامي بنادي الاتحاد! حقيقةً خبر مفاجئ جدًا وأجزم أنه نزل كالصدمة على كل من وعى وتتلمذ على حيادية (أبو لمى) ومنافحته الدائمة عنها ومفاخرته المستمرة بها وأنه الوحيد والفريد من الإعلاميين الرياضيين المعروفين الذي لا ينتمي لأي نادٍ وإنما ميوله فقط لمنتخب الوطن، ومفاجأة صاعقة أيضًا لأنه وبعد كل الشموخ الطويل والأنفة الواضحة التي كرسها لدى الجميع بعدم الارتهان لعباءة الأندية، يصبح وبين ليلة وضحاها مديرًا للمركز الإعلامي لأحدها! طبعًا حديثنا هنا ليس انتقاصًا من العمل بالمراكز الإعلامية للأندية، ولكن الجميع يعلم أن كل من عمل فيها عُرف مسبقًا بميوله بل بتعصبه في معظم الأحيان لناديه، فكيف بمن عُرف واشتهر بالحيادية وبمن يملك كل هذا الإرث والزخم الإعلامي الحافل أن يقبل أخيرًا أن يكون مجرد صوت لنادٍ واحدٍ بعد أن كان صوتًا لكل أندية الوطن!