قال الباحث الفلكي خالد بن صالح الزعاق: إن العمليات الحسابية تُشير إلى أن الهلال لا وجود له بعد مغيب شمس يوم الاثنين 29/9/1437ه الموافق4/7/2016 م لغياب قرص القمر قبل مغيب الشمس، فنور القمر يختفي باقترابه من شعاع الشمس في كل شهر قمري عندما يتدنى البعد الزاوي بين الشمس والقمر إلى 7 درجات فأقل حتى يحدث الاقتران فيكون المحاق في أقصى حالاته وحينئذ يحدث منزلة الاقتران. وأوضح الزعاق أنه سيقترن هلال شهر شوال بالشمس في ظهر يوم الاثنين في تمام الساعة 2 والدقيقة 1، وفي ذلك المساء يحصل للقمر إجهاض فيغرب قبل مغيب الشمس على جميع أنحاء المملكة بسبع دقائق تقريبًا، وسيكون الأفق خاليًا تمامًا من القمر وتستحيل مشاهدة الهلال بعد مغيب شمس يوم الاثنين 29 رمضان على كل العالم العربي والإسلامي. ولفت الزعاق أنه من لوازم الرؤية أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس فلا رؤية لقمر غاب قبل الشمس أو غاب معها، كما أن القمر حينئذ يكون نصفه المواجه للأرض معتمًا محاقًا لا نور فيه. وأبان أنه في مساء يوم الثلاثاء 30/9/1437هجري يمكث هلاله 47 دقيقة تقريبًا، ويقع جنوب مغيب الشمس ونسبة الإضاءة على وجهه 1.92 %، وشكل الهلال منحرف، قرناه بين السماوي والجنوبي ويبعد عن الأرض 376865.0 كلم ويكتمل القمر بدرًا صباح يوم الأربعاء 15/10/1437ه الساعة1:57 صباحًا وتابع أن القمر لا يسمى هلال قبل ظهور قوس النور فيه، والنور لا يتخلق في جرم القمر إلا بشروط عدة وهي : 1-ولادة الهلال وهي لحظة انسلاخ الشهر القديم وبداية الشهر الجديد. 2- مكث الهلال وهي المدة مابين غروب الشمس وغروب القمر أي فترة بقاء الهلال في الأفق الغربي بعد مغيب الشمس. 3- ظهور النور في جرم القمر، وهذا لا يتحقق إلا إذا بلغ البعد الزاوي بين الشمس والقمر 7 درجات قوسية. 4- خروج القمر من حيز شعاع الشمس، وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت زاوية ارتفاع القمر عن الأفق الأقرب لا تقل عن 5 درجات قوسية. وأشار إلى أنه إذا اجتمعت هذه الشروط يكون القمر مهيئًا للمشاهدة بالعين المجردة، إلا أن هذه الشروط ستكون منخرمة في مساء يوم الاثنين 29 رمضان وعليه يكون يوم الثلاثاء 30 رمضان هو المكمل لعدة شهر رمضان، ويوم الأربعاء أول أيام عيد الفطر المبارك. ونبه الزعاق أن: “البعض من هواة الرؤية يتبعون طرق بدائية لمتابعة موقع القمر لا تتواءم مع الواقع المشاهد, ملخصها أنه ينظر إلى وقت ولادة الهلال ووقت غروب الشمس من الحسابات الفلكية ويستخرج الفسحة بينهما بالدرجات ويحولها إلى دقائق والناتج يجعله مكث الهلال، وعند الترائي يتوقع أن الهلال سيمكث هذا المقدار من الزمن ويهيئ له بأنه رآه”. وأوضح: “إلا أن هذه الطريقة لا تتواءم مع الواقع العلمي المشاهد؛ لأن مدار القمر حول الأرض بيضاوي الشكل وليس دائريًّا علاوة على أن القمر له ميل عن خط الاستواء السماوي ولهذا يحصل أحيانًا كما في ولادة شهر رمضان الحالي أن يولد القمر قبل مغيب الشمس ويغرب قبلها بما أسميه الإجهاض في الولادة فيكون الأفق خاليًّا من القمر”. وأشار الزعاق في نهاية حديثه إلى أنه لو كان مدار القمر حول الأرض دائريًّا ومنضبط على خط الاستواء، كما يتوهم هؤلاء لكانت مدة الشهر ثابتة الطول، وهذا هو السبب الذي جعل طول الشهر القمري بين 29 و30 يومًا.