من منا لم يسمع بمشكلة تأخير رواتب موظفي شركة بن لادن القابضة؟ الكل تقريباً شاهد الموضوع أو حتى مر عليه بصفحات تويتر وهاشتاقاتها ، وذلك بقيام الشركة بتأخير رواتب موظفيها أربعة أشهر ، بالضبط هؤلاء الموظفون طوال أربعة أشهر كاملة كان عملهم يتضمن استنزاف كافة مجهوداتهم بدون حتى تضمين سبب للتأخير وعدم موافاة حقوقهم ، لكن من منكم شاهد نتائج التأخير والنكبة التي تسبب بها هذا التأخير على عائلات العاملين فيها؟ بأم عيني وصلتني رسائل من بعضهم حتى ساعات الصباح الأولى، حتى حليب طفله لم يعد قادرًا على شرائه ، خصوصاً في ظل لظى الأسعار الملتهب ، وصلتني حالات انفصال وطلاق وديون وعجز عن أبسط الحاجات الأساسية بسبب هذا التأخير ، ربما تأخر ولد عن شراء أدوية لوالديه ، ربما تحمل ديوناً ليوفي إيجار بيته ، ربما باع الغالي والنفيس ليسد فجوة هذا التأخير الكارثي ، لا تقولوا أين مساعدات الغير لهم؟ في هذا الزمن لم يعد أحد يسأل عن أحد ، وربما تحمل جنازة جاره ولا يعلم عنها ، لا تقولوا أين الجمعيات وأهل الخير منهم؟ أقول لكم ببساطة: هم لم يقبلوا العمل بشرف وإخلاص ليتلقوا هبات الغير ، وحقوقهم في جعبة من يشعر بمصيبتهم ولم يراعِ مخافة الله فيهم ، لا تقولوا هي فقط أربعة أشهر لماذا لم يقوموا بتهيئة أنفسهم لهذا الموضوع ويأخذوا احتياطاتهم؟ لأقول لكم: البعض منهم ربما يصل معدل من يعولهم لأربع أسر كاملة ، معتمدين على هذا الموظف اعتماداً كاملاً في توفير متطلباتهم الأساسية وليست الكمالية، لا تقولوا لماذا لم تصل قضيتهم للمسؤولين؟ لأقول لكم: لقد سلكوا كافة الطرق لإيصال صوتهم الذي ربما لو وصل حقيقة لحكامنا ، لحلت مشكلتهم ، رسالتي لم أضمن ما فيها لتشفقوا فقط على الموظفين وعلى حالهم ، رسالتي هدفها الأساسي إيصال صوت من حلت بهم المصيبة ، لمن يريد أن يُقبل دعاؤه برمضان ، وهناك من يرفع أكف الدعاء عليه .