«إن أمن الخليج جزء من أمننا القومي، ومصر لن تتخلى عن أشقائها في الخليج».. هكذا قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حين سُئِل عن مشاركة مصر في التحالف العربي لمحاربة الحوثيين في اليمن. ومنذ إطلاق الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظة الله – الشرارة الأولى ل«عاصفة الحزم» في ال 26 من مارس 2015 للدفاع عن الشرعية اليمنية من جماعة «الحوثي» الانقلابية – بناءً على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي -، وبدأت الدول العربية تعلن تأييديها للعاصفة إلى أن تم تشكيل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. وشاركت مصر في حرب المملكة ضد المليشيات الحوثية في اليمن، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في السابع عشر من أبريل 2015، مشاركة مصر في «عاصفة الحزم» بقوات بحرية وجوية. تعزيز التعاون العسكري وقال الرئيس السيسي – آنذاك – إن مشاركة القوات المصرية جاء بعد المحادثات التي جمعته بوزير الدفاع السعودي الأمير «محمد بن سليمان»، والتي حضرها وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي. وعملت مصر على تعزيز العمل العسكري المشترك مع السعودية بما يخدم أهداف «عاصفة الحزم»، وهو ما أكده وزير خارجيتها «سامح شكري»، حين أكد أن مصر تشارك بشكل كامل في التحالف العربي لاستعادة الشرعية اليمنية. كما شدد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العميد الركن «أحمد العسيري»، على أن التنسيق والتعاون مع القوات المسلحة المصرية دائم ومستمر ولم ينقطع أبدًا. وأوضح «العسيري» أن مصر تشارك في العمليات باليمن من خلال قوات بحرية وجوية، مضيفًا في تصريحات له: «لو طلب من مصر تعاون أكبر لن تتردد لأنها تسعى لعودة الأمن والاستقرار لليمن من جديد». التحالف الإسلامي وفي ال 14 من ديسمبر الماضي، أعلنت المملكة عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة «الإرهاب»، وقال الأمير محمد بن سلمان، إن هذا التحالف سينسق الجهود ضد المتطرفين في العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، وأفغانستان. وبحسب سمو ولي ولي العهد، فإن إعلان هذا التحالف ينطلق من يقظة العالم الإسلامي في محاربة "التطرف" الذي أضر بالعالم الإسلامي"، ويتكون التحالف من 34 دولة، على أن تكون غرفة عملياته من الرياض. وبعد ساعات من إطلاق الرياض لهذا التحالف، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن دعمها للتحالف ووقوفها مع كل جهد إسلامي أو عربي يهدف إلى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه في المنطقة. ويعمل التحالف الإسلامي على محاربة التطرف، وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية وعسكرية. ويرتكز مجهودات التحالف على قيم الشرعية والاستقلالية والتنسيق والمشاركة، ويسعى إلى ضمان جعل جميع أعمال وجهود دول التحالف في محاربة الإرهاب متوافقة مع الأنظمة والأعراف بين الدول. الثقل العسكري لتحالفات السعودية ومصر وتلعب مصر دورًا فعالًا في التحالف العربي والإسلامي؛ فهي أكبر دولة عربية من حيث السكان بحكم المقدرات القومية للدولة وبحكم جيشها وعلاقاتها في المنطقة كالصراع العربي الإسرائيلي وأمن الخليج، بحسب الخبير في الشؤون العربية الدكتور «أيمن شبانة» في تصريحات ل«المواطن». وأوضح «شبانة» أن الذي يقوي ثقل التحالفات التي تشارك فيها مصر والسعودية أيضًا هي الإمكانيات الاقتصادية للملكة والتي تجعلها «رمانة الاستقرار» في المنطقة من خلال مساحتها كدولة خليجية ومن حيث قوة جيشها وإنفاقها العسكري الذي جعلها في المرتبة الرابعة عالميًا من حيث الانفاق العسكري في عام 2015 ب82 مليار لتتفوق على روسيا التي بلغ إنفاقها العسكري نحو 64 مليار دولار. وشدد الخبير في الشؤون العربية على أن مصر تشارك بفاعلية في جميع تحالفات السعودية للحفاظ على مؤسسات الدول العربية من الانهيار ولمحاربة الإرهاب المستشري في المنطقة.