مرَّ خبر تكريم رئيس تحرير صحيفة “الجزيرة” خالد المالك بجائزة مؤسسة البحر الأبيض المتوسط العالمية بإيطاليا وتسليمه الجائزة عن فرع الصحافة والإبداع 2015م مرور الكرام على معظم وسائل الإعلام المحلية، أو على استحياء لا يليق بحجم الجائزة ولا يليق باسم خالد المالك “رئيس رؤساء التحرير” كما أطلق عليه الزميل “عبده الأسمري” من صحيفة “الشرق”، وهو الوحيد الذي ربما أنصف المالك بعد تتويجه بالجائزة، غير ذلك لم نرَ أي إشارة أو احتفاء أو احتفال بالرجل إلا من خلال ما نُشر من مقالات لكُتّاب ومحرري صحيفة الجزيرة، أو لبعض أصدقاء المالك من مثقفين وإعلاميين ومسؤولين وأعيان وغيرهم، وكل ذلك لم يخرج خارج حدود الصحيفة نفسها، ويبدو أن التنافس الكبير بين الصحف المحلية قد ألقى بظلاله في عدم إعطاء الجائزة الدولية حقها الذي تستحقه، وقد يكون لقناعة البعض أو محاولتهم على الأقل إقناع أنفسهم بأن الجائزة غير معترف بها مثلاً، أو أن هدفها مجرد التسويق لصحيفة الجزيرة ورئيس تحريرها، ورغم عدم وجاهة المنطقين بدليل أن التنافس مهما بلغت ذروته فالمفترض أن يظل شريفاً ولا يتجاوز حدوده ولا يلغي الفروسية الحقة بين المتنافسين، بالإضافة إلى أنه بالعودة لأسماء الذين سبق وفازوا بالجائزة نجدهم ملوك ورؤساء دول وأمراء ورموز ثقافية، وبدليل وجود أكثر من 40 عضواً في لجنة التحكيم من دول مختلفة إلا أن ذلك ربما لم يكن كفيلاً بإقناع واقتناع البعض!! ورغم أن مسمى “خالد المالك” وحده وما قدمه للصحافة والإعلام السعودي ومعاضدته لدولته وملوكها في مختلف الأوقات والأزمنة يستحق بحد ذاته أرفع الأوسمة من جميع المنتمين للوسط الإعلامي، إلا أن الإعلام المحلي واصلَ مع الأسف اتخاذَ وضعية لا تليق به وكأن شيئاً لم يحدث. لكن عزاء المبدعين والمميزين لا يخيب دوماً وأنهم مهما قد يحدث من تغافل أو تجاهل سيجدون من الشرفاء والأوفياء مَن يحتويهم ويعترف ويفاخر بهم وبإنجازاتهم وما حققوه للوطن، وهو ما تحقق بالفعل ولم يطل بل لم يتجاوز الشهر على (التفشل)، نعم (التفشل) من الرجل حتى أبى الكريمُ ابن الكرام إلا أن يكرم مَن يستحق التكريم، ويتحقق ذلك على أرض الواقع مساء أول من أمس الثلاثاء من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف حيث قام مشكوراً بتكريم خالد المالك بمجلسه بإمارة المنطقة الشرقية ليصبح أفضل وأسمى تكريم، وليُجبِر -وبطريقة غير مباشرة بالطبع- جميعَ الصحف المحلية أن تغطي الحدث بعد أن وجهت الدعوة لجميع الإعلاميين بالمنطقة ولتحدث المفارقة وبعد أكثر من شهر على إعلان فوز المالك بالجائزة ومرورها مرور الكرام كما أسلفنا، حيث عاد خبر التكريم للواجهة وبقوة وبشكل أقوى من أي وقت مضى، وكأن ذلك قد جاء بأثر رجعي، وليُحدث التكريمُ وقعاً كبيراً جداً بحجم الصفعة، ولتأتي الصفعة الثانية في كلمة “المالك” نفسه حين قال ” الفوز بالجائزة ليس لخالد المالك وحده بل فوز للوطن ولجميع الإعلاميين السعوديين!، وهو ما جعل كل مَن سمع ذلك أولاً وقرأه ثانياً من المنتمين للوسط الإعلامي يشعر بخجل شديد تردد صداه في النفس بعبارة “ما أكرمك يا خالد المالك وما أبخلنا”. المفارقة لم تتوقف عند هذا الحد بل جاءت من خلال صحيفة منافِسة لم تُشر من قريب أو بعيد لذلك الحدَث أو التكريم، أو على الأقل للقاء المهم الذي جمع أمير المنطقة الشرقية بالإعلاميين، وبرغم ذلك ينبغي أن نلتمس لهم العذر فقد يلحق الخبر في أي لحظة بالطبعة العاشرة!!!