هل انتهت الموضوعاتُ التي يمكن طرحها عبر البرنامج الشهير (الثامنة)؟ سؤال طرحه كلُّ مَن شاهد حلقة الأربعاء الماضي عن ظاهرة (الدرباوية)، ورغم أهمية الموضوع والاحتياج الملح لطرحه ومعالجته، إلا أن البرنامج طرحه بطريقة مشوهة تماماً، كيف لا ومقدم البرنامج داود الشريان وبدلاً من أن يستضيف مَن يمكن أن ينور الشبابَ وأولياء أمورهم ويرشدهم ويثقفهم إلى خطورة ظاهرة الدرباوية على المجتمع وخطورة استشرائها ووقوع شبابنا في حبائلها، ولا بأس حينها من استضافة شخص واحد على الأكثر كتائب يمثل الدرباوية يحكي أيضاً كيف يمكن جرّ الشباب لها ومشاكلها وخطورتها، ويحذر منها إلا أن المفاجأة كانت مدوية بعد استضافة الشريان للأسماء التالية: ” يربكني غيابك “، ” فات الوعد “، ” الخشراوي “، ” عبدالله “، ” شاهر ” خمسة ضيوف كلهم (ملثمون) يمثلون (الدرباوية) أو (الشعبية) بحسب وجهة نظرهم، وأجزم أن كل مَن تابع الحلقة دون معرفة عنوانها لتوقع للوهلة الأولى مع وجود هؤلاء الملثمين على الطاولة بطريقة (مريبة) أن الشريان يقدم الحلقة مرغماً تحت تهديد السلاح! أو أنها تتحدث عن قُطّاع الطرق أو عن مجرمين هاربين من العدالة ومحكوم عليهم بالإعدام! باختصار الحلقة فشلت فشلاً ذريعاً وروجت بطريقة غير مباشرة لأفكار ومصطلحات ومواقف كان كثير من الشباب يجهلونها ولم يكتشفوها إلا من خلال متابعة الحلقة. لذلك فمن الطبيعي جداً أن أي أب تفاءل بعنوان الحلقة في بدايتها وجمع أبناءه حول الشاشة ممن بدأ يشك في سلوكهم الدرباوي أو يخشى من وقوعهم في براثنها؛ قد ندم أشد الندم على متابعتها، وذلك لانحرافها عن المسار الذي كان أي متابع يتوقعه، بل لا غرابة لو اكتشف بعد متابعة الحلقة أن أبناءه قد ظهرت على هيئاتهم أعراض جديدة لم يكونوا يجرؤوا على فعلها من قبل، وهي نفس الحالة التي ظهر بها الشريانُ نفسه في نهاية الحلقة من خلال “طق اللطمة” على الطريقة الدرباوية!