تصاعدت وتيرة التنافس الأكاديمي الدولي بين أبرز جامعات العالم خلال السنوات الأخيرة، من خلال مراكز التصنيف المعتمدة عالمياً، حيث يتم تصنيف أفضل 100 جامعة عالمياً، وأيضاً، أفضل 500 جامعة، وأفضل 1000 جامعة. في الأسبوع الماضي، صدر تصنيف جديد من مركز “CUWR” للتصنيف العالمي للجامعات، أخرج أفضل الجامعات السعودية (جامعة الملك سعود في الرياض)، من قائمة أفضل 500 جامعة عالمية، حيث جاء تصنيفها في المركز 569 عالمياً. إلا أنه وفقاً لصحيفة “الحياة”، اتهم المدير المسؤول عن مركز التصنيف المشار إليه وكيلا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بمساومته في حالة “ابتزازية” بإمكانية فقدانه لمنصبه كمستشار للجامعة وعضو في هيئة التدريس، إذا لم يساعدهم في رفع تصنيف الجامعة. ذلك المدير المسؤول عن مركز التصنيف اسمه الدكتور نديم محاسن، ما يعني أنه من جنسية عربية، وربما يكون حاصلاً على جنسية غربية، لكن مجرد ورود مثل هذا الاسم، تتعرض سمعة الجامعة إلى اهتزاز، حيث لا ينفع الندم مع هذا “النديم” خصوصاً إذا كان بلا “محاسن” تُذكر! عندما قدمت مؤسسة كواكواريلي سايموندز البريطانية (QS) تصنيفاً جديداً لأفضل جامعة عربية، قبل نحو 8 أشهر مضت، في نهاية العام 2014، دخلت 9 جامعات سعودية ذلك التصنيف. وحلت في ذلك التصنيف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أولاً، وجامعة الملك سعود ثالثاً، وجامعة الملك عبدالعزيزخامساً، بينما جاءت جامعة الملك فيصل في المركز 18، وجامعة أم القرى في المركز 19، وجامعة الملك خالد في المركز 22، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المركز 28، فجامعة الفيصل الأهلية في المركز 42، وجامعة الأمير سلطان الأهلية في المركز 43. وأوضحت (QS) أنها استندت في تصنيفها العربي إلى تسعة معايير مهنية، هي: السمعة الأكاديمية، والسمعة لدى أصحاب العمل، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس الأجانب في الجامعة، والطلاب الأجانب، وأعضاء هيئة التدريس الحاصلين على الدكتوراه، وتأثير الإنترنت، والأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس، الاقتباسات لكل بحث. وقسّمت (QS) نسب معاييرها في التصنيف العربي إلى: 30% للسمعة الأكاديمية، و20% للسمعة لدى صاحب العمل، و20% لنسبة هيئة التدريس إلى الطلاب، و10% للتأثير في الإنترنت، و2.5% لنسبة هيئة التدريس الأجانب، و2.5% لنسبة الطلاب الأجانب، و5% لنسبة العاملين الحاصلين على الدكتوراه، و5% على الاقتباسات المستخدمة لكل بحث، و5% على أبحاث كل عضو من أعضاء هيئة التدريس. يبدو أن تلك المعايير تتناسب مع الوضع العربي للجامعات فعلا، لذا جاء أقرب تصنيف بعده، ليُبعد أفضل الجامعات السعودية محلياً وعربياً، عن قائمة أفضل 500 جامعة عالمياً. إذن في هذه الحالة، يمكن أن تتباهى إحدى الجامعات الجديدة بالمركز 2000 عالمياً، إذا تمكنت من اصطياده بالفعل، على ضوء الاستناد على هذه المعايير، التي تجعل 3 جامعات ضمن الخمس الأوائل عربياً، وخارج قائمة ال500 عالمياً!