في الوقت الذي بات فيه أكثر من نصف سكان العالم يعتمدون على الإنترنت أصبح أي تعطل أو انقطاع في الخدمة له العديد من الآثار السلبية سواء على الأفراد أو حتى الحكومات والمواقع الكبرى بما فيها المواقع الإخبارية. والمعروف أن الهجوم السيبراني هو محاولة ضارة ومتعمدة من جانب فرد أو مؤسسة بهدف اختراق نظام المعلومات لدى فرد أو مؤسسة أخرى، وعادةً ما يبحث المهاجم عن شيء من المنفعة وراء تعطيل شبكة الضحية. تعطل المواقع الإخبارية وكانت العديد من المواقع الإخبارية حول العالم تعطلت إلى شلل حين أصاب عطل أحد الخدمات السحابية وشمل التعطل مواقع الحكومة البريطانية وغيرها من المواقع الهامة الأمر الذي يستوجب المزيد من تكاتف الجهود لمواجهة الهجمات الإلكترونية والسيبرانية التي تهدف إلى اختراق المواقع. وشملت حالة الشلل الإلكتروني العديد من المواقع التي تعطلت خدماتها مثل موقع "CNN" وصحيفة "لوموند" الفرنسية" و"نيويورك تايمز" وموقع "أمازون" و "فاينانشيال تايمز و "بلومبرغ" و"الجارديان". حجم الخسائر المتوقعة وبالرغم من أنه لم يتم حتى الآن الإعلان عن حجم الخسائر التي نتجت عن هذا العطل الذي دام ساعات إلا أنه من المتوقع أن يكون الرقم كبيرًا خاصة في الصحف والمواقع الإخبارية الكبرى إضافة إلى المواقع التي تعتمد على البيع الإلكتروني خاصة أن هذه الأعطال ربما لم تحدث بنفس القوة منذ ما يزيد على 10 سنوات. تعطل الخدمات السحابية من جانبها أعلنت شركة فاستلي الأمريكية إحدى الشركات المتخصصة في تقديم خدمات الوصول السريع إلى مواقع الإنترنت أنها اكتشفت الخطأ مشيرة إلى أن المواقع العالمية ستعود للعمل بالتدريج. كيف تعمل فاستلي؟ وفاستلي واحدة من الشركات التي تقدم خدمات عالية المستوى لاستضافة المواقع الإلكترونية والتطبيقات، وتستخدمها مؤسسات كبرى لضمات خدمة الملايين من المستخدمين في وقت واحد، وبدلًا من وضع كل محتوى الموقع الإلكتروني في مجموعة واحدة من الخوادم في مكان واحد، وتقوم فاستلي بوضع البنية التحتية السحابية في العشرات من المواقع للسماح للمستخدمين بالتحميل من الخادم الأقرب إليهم. كيف يمكن تقليص الخسائر؟ هناك العديد من المواقع التي تدر دخلًا على مدار الساعة مثل موقع أمازون وسوق وغيرها من مواقع التجارة الإلكترونية وهناك مواقع تتضمن معلومات مهمة وخطيرة مثل المواقع الرسمية التي تتبع الجهات السيادية أو المواقع التي تتضمن بيانات المستخدمين مثل وزارات الداخلية والجوازات والأحوال المدنية وغيرها وكلها قد تكون عرضة لهجمات خبيثة لكن التحدي الأكبر هو التعامل مع الهجوم السيبراني في وقت وجيز والقدرة على استعادة السيطرة على الموقع مع الاحتفاظ بنسخة من البيانات على سيرفر مستقل. قراصنة الإنترنت يهددون العالم وليس من المستبعد أن يطلق قراصنة الإنترنت برمجيات خبيثة تستهدف مواطن الضعف في أجهزة توجيه المعلومات على الشبكة، ليصيبوا شبكة الإنترنت بالشلل التام، وقد يتسبب أيضًا إغلاق الخوادم التي تحفظ أسماء النطاقات في مشاكل بالغة، مثل منع تحميل المواقع. وربما يؤدي قطع الكابلات الموجودة في أعماق البحار التي تنقل كميات هائلة من الرسائل والبيانات بين القارات إلى حدوث مشاكل جسيمة، لأن ذلك سيفصل جزءًا من العالم تمامًا عن الجزء الآخر.