" تم إيداع الراتب في حسابك"، هي واحدة من أهم الرسائل التي ينتظرها كل موظف نهاية الشهر، ولكن بمجرد حلول منتصف الشهر يشكو بعض الموظفين من انتهاء السيولة، وقد يضطرون للاستدانة من الآخرين، فأين يكمن الخلل؟ مأزق نفاذ الراتب بعد أسبوعين يقول المحلل الاقتصادي جمال محمد ل"المواطن": للأسف هناك الكثير من الموظفين يتعاملون مع الراتب دون أي تقنين أو ادخار، ويجدون أنفسهم بمرور الأسبوعين في مأزق؛ لأن كل ما تبقى في الراتب انتهى وتم صرفه، وبالطبع هناك عدة اعتبارات يتوقف عليها كيفية التصرف بالراتب، فالموظف الذي راتبه عالٍ، فإن وضعه يختلف عن الموظف الذي راتبه ضعيف، ويختلف الحال عند الموظف الذي يسكن بالإيجار ومتزوج عن الذي يسكن في منزل تمليك، كما يختلف الوضع عند الشخص الذي عليه قروض غير الذي وضعه مستقر. تعزيز ثقافة الادخار ويتابع محمد بالقول : مهما كانت الاعتبارات مختلفة عند أفراد المجتمع إلا إنه يجب تكريس وتعزيز ثقافة الادخار، وهناك (9) نصائح مهمة للمحافظة على الراتب : * ادخار جزء من الدخل الشهري، وليكن 10٪ وبالطبع يتوقف ذلك على مقدار الراتب الذي يتسلمه الفرد. * تخصيص 65٪ من الراتب لتسديد الإيجار، والفواتير التي تشمل الكهرباء والجوال والهاتف الثابت. * يمكن تخصيص 25٪ للمصاريف المنزلية ومنها الحاجيات، التسوق الضروري، ويدخل معها مصاريف تعبئة وقود السيارة وتغيير الزيت وغير ذلك. * تجنب الشراء المظهري مهما كانت الإغراءات والعروض المقدمة من الشركات. * عدم الاندفاع وراء التخفيضات التي تتسابق عليها الشركات لجذب المستهلكين. * تجنب شراء ما هو ليس مرغوبًا من خلال المتاجر الإلكترونية. * إذا كان الفرد من المدخنين، فعليه أن يدرك أن السجائر تأخذ جزءًا كبيرًا من راتبه، فهو هنا أمام خيار إما التوقف عن التدخين نهائيًا أو الحد من التدخين بمعنى ألّا يزيد تدخينه في اليوم عن سجارتين فقط، ولكن الأولى التوقف النهائي حفاظًا على سلامة صحته. * إذا استطاع الفرد تنويع مصدر دخله فيكون ذلك أفضل أيضًا؛ لأن الراتب وحده لا يكفي للادخار وتلبية جميع الحاجات، خصوصًا إذا كان الفرد مسؤولًا عن رعاية عائلة كبيرة، ولتنويع الدخل يمكن الدوام الإضافي في العمل إن أمكن، أو إنشاء مشروع خاص، وغير ذلك من الأفكار. * تجنب الاستدانة من الآخرين مهما كانت الظروف، لأن كثيرًا من الأفراد لا يستطيعون رد الدين بسهولة، كما يجب عدم الاقتراض من البنوك لمجرد مواجهة ظروف الحياة. حساب للحالات الطارئة وخلص المحلل الاقتصادي محمد إلى القول: يلجأ البعض إلى فتح حساب توفير مخصص للحالات الطارئة وتخصيص مبلغ من الراتب والاستعانة به عند الحاجة، مثل دفع فاتورة مستشفى، أو القيام بالإصلاحات الضرورية في المنزل أو صيانة الأعطال في السيارة، وهذا بدوره يفيد الفرد وينظم عملياته المالية، إذ إن هذه المصاريف عادة ما تثقل كاهل الفرد، فخلاصة القول إن التمتع بالوعي والثقافة المالية المناسبة يؤدي إلى تأسيس عادات إنفاق مناسبة للشخص ولعائلته.