سيطرت قوات دعم روسية سريعة وقوات برية من رواندا بالتوازي مع تحذيرات دولية، وميليشيات مسلحة على المدن وسط مطالب داخلية لتأجيل الانتخابات، ليُطرح السؤال ماذا يحدث في إفريقيا الوسطى؟ وضربت حالة من التوتر والنزاع جمهورية إفريقيا الوسطى مجددًا، حيث قال مسؤولون ومصدر أمني في العاصمة، بانجي: إن إمدادات عسكرية وجنودًا وصلوا من روسيا للمساعدة في التصدي لعنف الجماعات المتمردة المتصاعد قبيل الانتخابات المقررة يوم الأحد المقبل. اتهامات وتدبير للانقلاب: وتتهم السلطات في إفريقيا الوسطى الرئيس السابق فرانسوا بوزيز، الذي رفض القضاء ترشحه للرئاسة، بالتخطيط لانقلاب مع عدة جماعات مسلحة. المحاولة الانقلابية بحسب الحكومة، شارك فيها تحالف يضم ثلاث مجموعات مسلحة قوية تهدف إلى عرقلة الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، بعد أن رفضت أعلى محكمة في البلاد ترشيح الرئيس السابق فرانسوا بوزيز. وهزم المسلحون الذين يحاولون منع إعادة انتخاب رئيس الدولة لولاية ثانية، وحدات القوات المسلحة لجمهورية إفريقيا الوسطى. وكان المتمردون نجحوا في الاستيلاء على المركز الإداري لمحافظة لوباي، مدينة مبايكي؛ ما يعني توسيع سيطرتهم على وسط المنطقة الواقعة إلى الجنوب والغرب من بانغي، عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، التي كانت تعتبر الأكثر أمانًا في البلاد. وقالت بعثة الأممالمتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى: إن الرئيس السابق بوزيز وتحالفه الذي يضم قادة عدد من الجماعات المسلحة، هم من شنوا تلك الهجمات في غرب البلاد. وأضافت البعثة الأممية أن الوضع في البلد الواقع وسط القارة الإفريقية لا يزال غير مستقر في أعقاب الهجمات التي "كانت تهدف بوضوح إلى وقف العملية الانتخابية"، مضيفة أن قوات حفظ السلام منعت محاولات المتمردين للتقدم جنوبًا. في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع في رواندا إرسال قوات إضافية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى بعد استهداف المتمردين لجنود روانديين يعملون ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. روسيا تسيطر وتحمي الرئيس: وتولى الرئيس فوستين تواديرا، الذي يسعى للفوز بولاية جديدة، السلطة في إفريقيا الوسطى عام 2016 بعد الإطاحة ببوزيز خلال تمرد قبل 3 سنوات. ويواجه تواديرا صعوبة في استعادة الاستقرار، ولا تزال مساحات واسعة من البلاد خارج سيطرة الحكومة. وفي عام 2017 طلب تواديرا من الرئيس فلاديمير بوتين المساعدة في تجهيز القوات المسلحة للبلاد بالأسلحة والذخيرة، وبالفعل نشطت روسيا بشكل متزايد في هذا البلد، وانتقلت من التدريبات العسكرية إلى نشر الوحدات في أماكن عدة، وصولًا إلى تشكيل الحماية للرئاسة. وبعد ثلاثة أيام من محاولة الانقلاب والهجمات، أعلنت إفريقيا الوسطى، أول أمس الاثنين، أن روسيا أرسلت عدة مئات من الجنود ومعدات ثقيلة إلى أراضيها، قبل أقل من أسبوع على انتخابات رئاسية وتشريعية. من جانبه أعلن الكرملين، عن قلقه البالغ مما يجري في إفريقيا الوسطى. وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف: إن موسكو "تتابع تطورات الموقف بقلق". وقال بيسكوف في إفادة موجزة: إن "المعلومات التي تأتي من هناك مدعاة للقلق الشديد... على حد علمنا حتى الآن لا يوجد تهديد لحياة المواطنين الروس، لكن هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا نراقب الأخبار الواردة عن كثب". أما على الجانب الميداني قالت تقارير: إن الجيش الروسي طلب من جميع سكان العاصمة بانجي مغادرة المدينة قبل بدء هجوم واسع النطاق. وأشارت إلى أن رئيس الدولة يخضع لحراسة مشددة من قبل العسكريين الروس. تأجيل الانتخابات: وكانت موسكو تأمل في أن ينجح الرئيس الحالي في تمديد ولايته خلال الانتخابات المقبلة، لكن التحالف من أجل المعارضة الديمقراطية دعا الأحد إلى تأجيل التصويت "حتى استعادة السلام والأمن". وتتهم أوساط روسية الرئيس السابق للبلاد فرنسوا بوزيز، الذي يترأس هذا التحالف، بتنظيم التمرد المسلح لإطاحة الرئيس وتأجيل الاستحقاق الانتخابي. واتهمت الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا أيضًا بوزيز بالسعي لعرقلة الانتخابات. وكان من المفترض أن يكون الرئيس السابق هو المنافس الرئيسي للرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة، لكن المحكمة العليا لجمهورية إفريقيا الوسطى منعت سابقًا بوزيز من الترشح؛ لأنه مطلوب في عدد من التهم، بما في ذلك القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب. ورغم دعوات المعارضة لتأجيل الانتخابات بسبب اندلاع أعمال العنف، تصر السلطات على إجراء التصويت في موعده. وقال المتحدث باسم الحكومة أنج مكسيم كازاجي: "لا توجد خطة بديلة. ستجرى الانتخابات في 27 ديسمبر".