عادت الحرب الكلامية مجددًا بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مسلسل تدهور العلاقات بين الجانبين والمستمر منذ العام الماضي. خلافات وتصريحات بين الجانبين، بسبب خلافات حول سوريا وليبيا وشرق المتوسط ومؤخرًا جراء النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ. عبء على كاهل فرنسا: ومع اقتراب القمة الأوروبية التي من المقرر أن تفرض حزمة من العقوبات على أنقرة، دعا ماكرون اليوم الجمعة إلى الالتزام بالاحترام بعد أن وصفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه عبء على كاهل فرنسا. كما قال ماكرون لموقع بروت الإخباري على الإنترنت: إن أردوغان يحد من الحريات المتاحة للشعب التركي. وكان أردوغان قد أعرب عن أمله في "أن تتخلص" فرنسا "في أسرع وقت ممكن" من رئيسها إيمانويل ماكرون، على خلفية توتر شديد بين البلدين حول ملفات كثيرة. وقال أردوغان لصحافيين في إسطنبول: إن "ماكرون مشكلة بالنسبة لفرنسا. مع ماكرون، تعيش فرنسا فترة خطرة جدًّا. آمل أن تتخلص فرنسا من مشكلة ماكرون في أقرب وقت ممكن". وأضاف: "بخلاف ذلك، لن يتمكن (الفرنسيون) من الانتهاء من (حركة) السترات الصفراء التي يمكن أن تصبح السترات الحمراء"، في إشارة إلى حركة الاحتجاج التي اندلعت أواخر العام 2018 في فرنسا". وأكد أردوغان أن فرنسا التي تشارك في رئاسة مجموعة مينسك المكلفة إيجاد حلّ للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا، "فقدت دورها كوسيط" بعد أن تبنى مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسية قرارات مؤيدة للاعتراف بإقليم قره باغ. خطاب عدائي: وندّد الاتحاد الأوروبي الجمعة أيضًا ب"أفعال تركيا الأحادية وخطابها المعادي"، حيث أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، أن دول الاتحاد الأوروبي مستعدة لفرض عقوبات على تركيا بسبب استمرار "أفعالها الأحادية وخطابها المعادي"، مشيرًا إلى أن أنقرة لم تخفض التصعيد في أزمتها مع اليونان استجابة للتواصل الدبلوماسي. وقال ميشال في مؤتمر صحافي: "أعتقد بأن لعبة القط والفأر يجب أن تنتهي" في إشارة إلى دخول سفن تركية للتنقيب عن الغاز بشكل متكرر إلى مياه يونانية. وأضاف: "قمنا بمد يدنا إلى تركيا في أكتوبر وتقييمنا سلبي مع استمرار الأفعال الأحادية والخطاب المعادي"، موضحًا: "سنجري نقاشًا خلال القمة الأوروبية في 10 ديسمبر ونحن على استعداد لاستخدام السبل المتاحة لنا". وأكد ميشيل الذي يرأس قمم الاتحاد الأوروبي: "في أكتوبر حددنا جدول أعمال إيجابيًّا ومددنا أيدينا (لهم).. يجب أن توقف تركيا استفزازاتها ونبرتها العدائية". من جانبها، تهدّد فرنسا منذ أسابيع عدة بفرض عقوبات أوروبية على تركيا، خصوصًا بسبب أعمال التنقيب عن الغاز التي تقوم بها أنقرة في شرق المتوسط في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص. وفي سياق متصل بالخلافات الفرنسية التركية، تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية، بأغلبية كبيرة قرارًا مؤيدًا للاعتراف بإقليم قره باغ، وهو احتمال أعلن وزير الخارجية جان إيف لودريان أنه يعارضه من أجل الحفاظ على دور فرنسا كوسيط.