قدّم معالي وزير التعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، على دعمهما اللامحدود لقطاع التعليم، وحرصهما على سلامة الطلاب والطالبات، وضمان استمرار رحلتهم التعليمية خلال جائحة كورونا. وقال د. آل الشيخ خلال لقائه اليوم عددًا من المسؤولين في وسائل الإعلام وكُتّاب الرأي في المدرسة الافتراضية للبث الفضائي لقنوات عين إن وزارة التعليم تدرك -منذ وقت مبكر- أن العام الدراسي الحالي يُعد عامًا استثنائيًا بسبب جائحة كورونا، ولذا سعت إلى التعامل مع كل الخيارات الممكنة، وأعدت الخطط والنماذج التشغيلية، وانتهى الأمر إنفاذًا للتوجيهات الكريمة باعتماد الدراسة عن بُعد حفاظًا على سلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات في ظل جائحة كورونا، وفي ضوء إمكانات الوزارة المادية والبشرية والبنية التحتية المتوفرة لديها. وأشار معاليه إلى أن العالم اليوم -وليس المملكة وحدها- يواجه تحديات كبيرة في التعليم عن بُعد، كاشفًا أنه خلال الاجتماع الأخير مع وزراء التعليم في دول مجموعة العشرين كان التحدي واضحًا في خطاب الوزراء تجاه التعليم عن بُعد؛ مدعومًا بتقارير المنظمات الدولية حول تلك التحديات. وأضاف الوزير آل الشيخ أنه لا يوجد في العالم نموذج للتعليم عن بُعد في مدارس التعليم العام متفق عليه؛ فكل دولة تمارس نموذجها الخاص سواء عن بُعد أو حضوريًا أو مزيجًا بينهما، موضحًا أن دولًا كثيرة في هذا العالم واجهت قراراتها تحديات كبيرة لاستمرار رحلتها التعليمية عن بُعد، واضطر بعضها إلى تغيير أو تأجيل أو إيقاف الدراسة، وخصوصًا بعد اكتشاف حالات إصابة بين الطلاب. وأشار د. آل الشيخ إلى أننا في المملكة نعيش تجربة جديدة في منصة مدرستي كنظام تقني جديد، واستطاعت الوزارة خلال مدة وجيزة أن تنقل ستة ملايين طالب وطالبة و525 ألفًا من شاغلي الوظائف التعليمية؛ فضلًا عن أولياء الأمور إلى منصة واحدة، منوهًا أن الوزارة اختارت حلًا ليس سهلًا من خلال منصة مدرستي كنموذج تفاعلي حقيقي، ولكنها فضّلت أن تعيش هذا التحدي لثقتها بشراكة الجميع معها، إلى جانب توفير البدائل المناسبة للمنصة من خلال دروس عين في 23 قناة، أو الدخول مباشرة على مايكروسوفت Teams. ولفت د. آل الشيخ إلى أن الأرقام التي تسجلها منصة مدرستي تظهر أن الوطن أمام قصة نجاح جديدة، مهمٌ دعمها، وتوثيقها، وتقييمها، واستكمال كل الخدمات المتوفرة فيها، مبينًا أن أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة يمثلون 85٪ من إجمالي عدد الدارسين في المدارس الحكومية يتفاعلون اليوم مع معلميهم، موضحًا أن الهدف الذي تسعى إليه الوزارة من هذه الجهود المستمرة هو الحفاظ على استمرار العملية التعليمية، وتقليص أي فاقد تعليمي. وأوضح د. آل الشيخ أن الوزارة في ظل الدعم السخي وغير المحدود وبمتابعة شخصية من سمو ولي العهد -حفظه الله- استطاعت أن تتغلب على عدد من التحديات، والسعي الجاد لمعالجتها، وكل عمل لا يخلو من تحديات نستطيع أن نتجاوزها بالتعاون والتكامل بين الجميع. وأكد وزير التعليم على أهمية تعاون ومشاركة الأسرة وأولياء الأمور في دعم الرحلة التعليمية لأبنائهم، وتعزيز علاقة المنزل بالمدرسة بعد أن انتقل كثير من مهام المدرسة في التعليم عن بُعد إلى المنزل، مشيدًا بجهود المعلمين والمعلمات وتفاعلهم مع طلابهم، مشيرًا إلى أن جائحة كورونا فرصة لتغيير ثقافة المجتمع تجاه التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد؛ لذا مهمٌ أن يتشارك الجميع في مسؤولية تضامنية لتحقيق ذلك التغيير نحو مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، وتحقيق التوجه الإستراتيجي للوزارة في جعل منصة مدرستي منصة تعليمية دائمة وليست مؤقتة. وكشف وزير التعليم عن عزم الوزارة على إجراء دراسات مسحية للطلاب والطالبات لمعرفة سلوكياتهم في الدخول للمنصة، والتفاعل معها، والاستفادة من خدماتها، إلى جانب التعرف على التحديات التي قد تواجه البعض، وخصوصًا في الأماكن النائية، مؤكدًا على أن الوزارة لن تتخلى عن واجبها في إيصال التعليم لجميع أبناء وبنات المملكة رغم الظروف الاستثنائية للجائحة، مشيرًا إلى أن هذه المسؤولية مستأمنون عليها من ولاة الأمر -حفظهم الله-، وسنعمل جاهدين عليها لخدمة الطالب والطالبة.