– وصل المنتخب السعودي للنهائي بسيناريوهات مختلفة في كل المباريات السابقة .. لن نفتش عن التفاصيل ، ولن نبحث عن الجدليات .. فالنتيجة جعلت كل شيء ينتظر مستقبلا .. كسب النهائي هو الهدف الآن .. والكأس هو الغاية .. وبطولة الخليج كانت ساخنة فنيا في أخرها .. ومثيرة إعلاميا في أولها .. وصادمة نتائجيا في وسطها .. الكل لا يفكر إلا ببطولة الخليج .. وبطولة الخليج لا تريد إلا بطل بالنتيجة وليس بالفن .. الواقع يستدعي التاريخ .. والتاريخ يتحرك في الملعب .. مدرب المنتخب يشغل الإعلام والجماهير والاتحاد السعودي أكثر من المنتخب ذاته فالتصاريح والتعليقات والمداخلات والأطروحات تلف وتدور وتعود إلى تقييم المدرب ووضع آراء حول استمراره من عدمه .. مازالت الجماهير السعودية تقاطع الملعب .. يجتهد البعض بالحضور .. مشاهد جميلة تجمع رؤساء أندية ومسئولين يجتمعون في منصة المتابعة مع بعضهم .. روابط ومجالس الدعم والتشجيع تبذل وتبذل ما لديها لكن الحافز والدافع يتضاءل.. الكل يتساءل .. يبحث .. يستفهم أين جماهيركم ؟ هذه البطولة أجدها بطولة الخداع .. فقد خدع المنتخب العراقي بمستواه الباهر في اول مباراة رغم خسارته وكان يتقلد أكثر أصوات الترشيح لكسب البطولة .. ثانيها خدع المنتخب بنتيجته أمام العراق وعودته في مباراة الإمارات .. منتخب الإمارات خدع بنتيجته التي رفعت سقف ترشيحاته .. منتخب عمان انصهر وهزم ذاته بالنتيجة الصادمة التي حققها أمام منتخب الكويت فارتفعت ثقته إلى أن وصلت حد الافراط والرهبة .. حتى وإن حصل المنتخب السعودي على البطولة فمن الصعب ان نخفي عميق مشاعرنا ، وتوجسنا مما يمكن أن نقدّمه في البطولة الأهم ” بطولة آسيا ” وهنا تعيدنا الذاكرة إلى مالا نريد تذكره في خليجي “20” في اليمن حين كان منتخبنا وصيفا للبطل .. فكانت نتائج البطل والوصيف مؤلمة بحجم القهر .. لابد أن يكون نهائي وكأس الخليج مهما حصل .. يكون بداية قوية لمنتخبنا في الاستحقاق القادم ” آسيا ” فلا نركن إلى ما حققناه في بطولة الخليج ونغتّر بذلك .. فالاجواء في آسيا هي غير الأجواء ، والمنتخبات هي غير ، والظروف غير ، والتحديات والهمم غير .. فحققوا الكأس .. واتجهوا بقوة لآسيا ..