يعد المعهد العلمي في محافظة صامطة جنوب منطقة جازان، التابع لوكالة المعاهد العلمية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أحد المعاهد العريقة وثاني معهد علمي أسس في المملكة بعد معهد إمام الدعوة في العاصمة الرياض، حيث افتتحه الملك سعود بن عبدالعزيز، أثناء زيارته الشهيرة إلى منطقة جازان بتاريخ 18/ 2/ 1374ه. وكان للشيخ الداعية عبدالله بن محمد القرعاوي دور كبير في تأسيس المعهد العلمي في محافظة صامطة، ويهدف إلى تنشئة جيل صالح مستقيم متمسك بدينه محب لوطنه وولاة أمره يتطلع دائمًا نحو الأفضل ويقدم تعليمًا عالي الجودة لجميع طلابه بما يحقق لهم التميز العلمي والإبداع المعرفي، ويجعل منهم جيلًا صالحًا مستقيمًا عقيدةً ومنهجًا وفكرًا وسلوكًا، وإكسابهم المهارات والقدرات الذاتية التي تمكنهم من تحمل المسؤولية في خدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وتحقيق المشاركة في تنمية المجتمع وتطوره، وتمكينهم من التعامل مع معطيات العصر الحديث ومعارفه. ويهدف المعهد إلى إعداد الكفاءات العلمية المتميزة في كافة التخصصات الشرعية وكذلك العلمية والنواحي الدعوية والتربوية والثقافية والفكرية، من أجل بث الفكر الإسلامي الصحيح، وفق رؤية وسطية مستنيرة، بعيدًا عن التفريط أو الإفراط. افتتاح المعهد: وفي يوم تاريخي لا ينسى لأهالي صامطة، زار الملك سعود بن عبدالعزيز 18/ 2/ 1374ه محافظة صامطة وافتتح معهدها العلمي بحضور جموع غفيرة من أبناء المحافظة، وقد أقيم حفل افتتاحي كبير على شرفة ألقيت فيه عدد من الكلمات الترحيبية والقصائد، وقد ارتجل مدير المعهد في ذلك الوقت الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي قصيدة ترحيبية بضيف صامطة الكير الملك سعود، جاء فيها: أهلًا ففي ظلك الممدود والرحب *** ومرحبًا من بني بر بخير أب كفيت من تعب عوفيت من نصب *** وقيت من وصب وافيت من خصب تحية الله نتلوها مباركة *** بريئة من تقاليد ومن صخب زهت تهامة وازدانت بمقدمكم *** كما ترنح إعجابًا ومن عجب وأشرق المعهد العلمي مزدهرًا *** وحق ذاك به بالعاهل العربي بداية ببناية طينية: بدأ المعهد في بناية طينية عائدة للشيخ عبدالله القرعاوي وموقعها بجوار مسجد الراحة ومنزل الشيخ ناصر خلوفة طياش في وسط مدينة صامطة مقر المدرسة السلفية التي كانت تحتوى على عدد كبير من طلبة العلم. ونظرًا لاقتناع إدارة الكليات والمعاهد بذلك العدد والذي يزداد تباعًا قررت الإدارة افتتاح المعهد العلمي في صامطة وكان عدد طلابه عند افتتاحه ستين طالبًا، وقد درس في المعهد عند افتتاحه مدرسون من مدارس الشيخ عبدالله القرعاوي. وأصبح المعهد قبلة لطلاب العلم من عموم أطراف المنطقة وما جاورها من المناطق، بل وقد تخرجت منه الأعداد الكثيرة التي تكاد تغطي كل جزء من أجزاء المملكة في مختلف الفروع التي تخدمها تخصصات المعاهد والكليات المترتبة عليها، وخصوصًا في مجالات القضاء والتعليم والأعمال الدعوية والإدارية. ووجد المعهد من خريجيه الآلاف ممن سدوا في مجالات كثيرة بعد أن أكملوا دراستهم العالية في كليات الشريعة واللغة العربية والعلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ثم في منطقة عسير، ومنهم الكثير ممن حصل على درجات الماجستير والدكتوراه وتبوءوا مناصب عالية في الدولة، ومنهم الشيخ الدكتور أحمد علي سير مباركي عضو مجلس الشورى وهيئة كبار العلماء والشيخ علي بن مديش بجوي قاضي التمييز وعضو مجلس الشورى سابقًا والشيخ إبراهيم حسن شعبي، والأديب والشاعر والمعلم ثم رئيس بلدية صامطة سابقًا والدكتور علي النجعي وكيل وزارة الإعلام لشؤون التلفزيون سابقًا وغيرهم كثير. وشارك المعهد في خدمة المجتمع منذ إنشائه إذ قام طلابه ومدرسوه بالدعوة إلى الله وتعليم الناس وإقامة الدورات العلمية داخل المملكة وخارجها كما هو منهج جامعة الإمام الدائم التي يتبعها المعهد في نشر الإسلام في كافة بقاع الأرض المعمورة ممثلة لحكومة خادم الحرمين الشريفين، ويشارك المعهد أيضًا في جميع احتفالات المنطقة وأمسياتها الشعرية ويعد جامعة مفتوحة ينهل منها أهل المنطقة والمحافظة. وزار المعهدَ عددٌ من الشخصيات البارزة ومن أشهرهم الملك سعود بن عبدالعزيز وأمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز والشيخ صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام والدكتور عبدالله التركي المستشار بالديوان الملكي وأمين رابطة العالم الإسلامي سابقًا والشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية السابق ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السابق الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. مديرو المعهد: وتعاقب على معهد صامطة العلمي منذ تاريخ افتتاحه في عام 1374ه عدد من المدراء الأجلاء وهم أولًا الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي وهو أول مدير للمعهد حتى وفاته عام 1377ه ثم عقبه في إدارة المعهد أخوه الشيخ محمد بن أحمد الحكمي واستمر مديرًا للمعهد حتى عام 1401ه، ثم كلف بعده الشيخ إسماعيل بن محمد الشعبي حتى عام 1406ه، ثم تم تكليف الشيخ الدكتور أحمد علوش المدخلي بإدارة المعهد، واستمر مديرًا للمعهد حتى 30/ 3/ 1430ه، ثم كلف الشيخ محمد زيد المدخلي حتى عام 1432ه وكلف بعده الشيخ منصور بن يحيى عطيف حتى تقاعده في عام 1437ه، ثم كلف الشيخ عثمان الحكمي مديرًا للمعهد ولا زال. أبرز معلميه: ومر على المعهد منذ تأسيسه عدد من المعلمين والمشايخ الأكفاء البارعين والمتمكنين في تخصصاتهم العلمية، وقد أسهموا مساهمة كبيرة في الإثراء العلمي لطلاب المعهد وتميزهم في المجالات الشرعية والعربية منهم الشيخ ناصر خلوفة طياش والشيخ محمد صغير المحسن والشيخ علي البهكلي والشيخ محمد دعيشي شعبي والشيخ علي الأهدل والشيخ أحمد النجمي والشيخ زيد المدخلي والشيخ علي بن ناصر والشيخ علي جحاف والشيخ محمد مصلح والشيخ أحمد مذكور والشيخ حسين النجمي والشيخ علي النجمي والشيخ علي صديق عريشي والشيخ هادي دغريري والشيخ محمد طميح صلوي والشيخ هادي المدخلي والشيخ أحمد نعيم والشيخ هادي محسن جردي والشيخ عبدالله مديش وغيرهم. مبنى حديث: في عام 1438ه انتقل منسوبو المعهد إلى مبنى بُني على الطراز الحديث، ويعتبر تحفة معمارية في محافظة صامطة في دلالة على اهتمام الدولة رعاها الله بالجامعة ومعاهدها العلمية، وما تشهده الجامعة ومعاهدها العلمية من مشروعات وإنجازات وتطور إنما هي بفضل الله ثم بدعم وجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذين يدعمون التعليم بشكل عام والجامعة ومعاهدها العلمية بشكل خاص، ويتكون المبنى الجديد من دورين، ويشتمل المشروع على مكاتب إدارية لمدير المعهد ووكلائه ومعلميه والموظفين الإداريين، وكذلك الفصول الدراسية ومراكز تقنيات التعليم والمكتبة وغيرها من المرافق، إضافة إلى الساحات الخارجية للملاعب ومواقف السيارات.