تمر بنا الذكرى التاسعة والثمانون لتوحيد هذه البلاد المباركة على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، لنحتفل معها بهذه الذكرى المجيدة ونفرح بهذا البنيان المرصوص والكيان الكبير الترابط، فعاليات متنوعة ثقافية وفنية وترفيهية، تتسابق الجهات الحكومية والخاصة لإبراز حبها والمشاركة بأشكال مختلفة من التصاميم والفيديوهات المبدعة والمعبرة عن حب هذا الوطن العظيم، كما تتسابق الجهات التجارية المختلفة صغيرها وكبيرها بعروضها التسويقية الخاصة وتخفيضاتها المميزة. نعم لنفرح ولنتمادى بالفرح ونحن نستذكر رجالاً عظاماً وأبناء بررة تسلموا الراية الخضراء خفاقة من مؤسس هذه البلاد -رحمه الله- ونحن نشاهد هذا الوطن وهو يعلو ويرقى وينمو ويصعد دون كلل ولا تراجع. نعم لنفرح ونتعلم دروساً عظيمة سطرها رجال هذا الوطن على مدى 89 عاماً عنوانها الدين ثم المليك والوطن، وقوامها الإخلاص والمثابرة والطموح، وركازها الحب والولاء والانتماء، لا ضعف ولا عجز ولا كسل. تسعة وثمانون عاماً تُعلمنا كيف أضحى المستحيل بالعزم ممكناً، والضعيف بالصبر قوياً، وبالحب كيف أصبحت الصحاري القاحلة سهولاً خضراء يانعة، والجبال العاتية العتية طرقاً معبدة، والماء الآسن عذباً نميراً بين أيدينا. تسعة وثمانون عاماً تُعلمنا كيف أصبحت أطراف مملكتنا المتباعدة والمتناحرة أحياناً على قلب رجل واحد كالجسد الواحد والروح الواحدة. تسعة وثمانون عاماً ثم نرى بتوفيق الله قائدنا العظيم سلمان بن عبدالعزيز شامخاً قوياً راسخاً كشموخ طويق لم تُثنِه الزوابع والأعاصير والرياح العاتية عن الثبات من أجل دين ووطن. تسعة وثمانون عاماً ثم نشاهد طموح الأبطال ورؤية العباقرة وهمة الشجعان ترتسم في محيا محمد بن سلمان، وهو يرسم خارطة وطن الدين والعلم والعمل، لا كلل ولا ملل، ولا تقاعس أو كسل، يعمل بعقيدة مسلمة نقية يخوض غمار حرب ضروس على الوطن بحكمة وروية، مستعيناً بالله ثم بأبناء هذا الوطن الذي يعرف -القاصي قبل الداني- مدى إخلاصه وولائه وحبه. 89 عاماً لا أتخيل أبداً أن تمر علينا ذكراها وأحداثها العظيمة وقصصها البديعة وروايتها الأصيلة وشخص واحد من أبناء هذا الوطن يغيب عن ذهنه هذا الشعور وهذا الإحساس العظيم. 89 عاماً تقول لنا أنتم امتداد لتلك الأجيال العظيمة وأولئك الرجال الأفذاذ والقادة الكبار والعلماء الربانيون والمعلمون المخلصون. ما أروع أن نحتفل وما أجمل أن نتباهى فرحاً وبهجةً وسروراً، ولكن من المهم جداً أن نغرس حب هذا الوطن العظيم بطرق مختلفة أكثر جدية ومسؤولية، فمملكة الخير والنماء وحدها عقيدة وسيف، بقوة إيمانٍ ويقين، وثبات الرجال الأشاوس، وعزيمةِ الأبطال الأفذاذ بروح الهمة العالية التي لا تقبل الدونية وسفاسف الأمور. نعم لنحتفل ولنجعل من احتفالنا فخراً بوطننا العظيم واعتزازاً بمسيرته العاطرة المباركة. الذكرى 89 لتوحيد هذا الوطن المعطاء أراها كالوقود تمدنا بطاقة مضاعفة للعمل والجد والابتكار، والحرص على مقدراتنا، لنعزز روح الانتماء والسمع والطاعة والولاء، لننبذ الغلو والانحلال، والتطرف والتفريط. 89 عاماً تزيدنا ذكراها حباً لثرى هذا الوطن، تجعلنا كلنا جنوداً بواسل في وجه الأعداء وحصوناً موانع أمام كيد المتربصين كلنا فيك يا بلادي جنود... فيك نحمي الحمى وعنكِ نذودُ كلنا فيك يا بلادي وفاءٌ... وثباتٌ على الهُدى وصمودُ كلنا للإباءِ فينا مُحبٌ... طاعن السن والفتى والوليدُ جمّع الشمل بيننا خير دين.. وبنا صرحَنا الكتابُ المجيدُ حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا، وأدام الله علينا أمننا وإيماننا، وكفانا شر الأعداء والمتربصين * إعلامي سعودي