زار صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم صباح اليوم الأربعاء، مهرجان تمور بريدة، والمقام فعالياته في مدينة التمور ببريدة. وقد قام سموه بمشاهدة حركة البيع والشراء، وعلى المعارض المصاحبة لفعاليات المهرجان وسط مركز النخلة والتقى بالمزارعين والباعة والدلالين والتجّار وسط ساحة بيع التمور. بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي المُعدّ بهذه المناسبة بالقرآن الكريم ثم ألقيت كلمة المهرجان التي قدمها المشرف العام على المهرجان الدكتور خالد النقيدان، رحب فيها بسمو الأمير والحضور، عادًّا المهرجان إضاءة مشرقة على مسيرة الحراك الاقتصادي والناتج المحلي لمنطقة القصيم، الذي يمثل المخرجات المالية والأبعاد التنموية في إطار تعزيز ثقافة المهنة وخلق الفرص الوظيفية والمنافذ الاستثمارية المتنوعة. ونوّه النقيدان إلى الخطوات التطويرية التي يشهدها المهرجان سنويًا، لافتًا إلى أن عدد النخيل في منطقة القصيم تجاوز سقف ثمانية ملايين نخلة ولايزال العدد في تنامٍ كبير، فيما بلغ عدد مصانع التمور في المنطقة 25 مصنعًا تنتج أفضل أنواع التمور في العالم، مشيرًا إلى أن حجم المبيعات السنوية في تمور بريدة تتجاوز ملياري ريال. كما أن المبيعات لا تمثل سوى 40% فقط من كمية التمور المنتجة في المزارع حيث يكون تسويق النسبة المتبقية خارج المهرجان عن طريق التجار والمزارعين مباشرة أو التخزين للبيع في المواسم المختلفة، كما يكون تصدير أنواع متعددة من التمور خلال هذا المهرجان ل18 دولة في الغرب والشرق ودول إفريقيا عن طريق شركات وتجار التمور. وأفاد النقيدان أن المهرجان يوفر قرابة 4000 فرصة عمل مؤقتة للشباب والفتيات بمختلف الأعمار، معربًا عن شكره لسمو أمير المنطقة على دعمه واهتمامه وتبنيه المبادرات والخطوات التي تدعم مسيرة العمل في المنطقة، مقدمًا شكره للرعاة والداعمين وأعضاء فريق العمل وللجهات الحكومية. إثر ذلك توالت فقرات الحفل حيث ألقيت كلمة المزارعين ألقاها نيابة عنهم مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم المهندس سلمان الصوينع، أشاد من خلالها بتميز مهرجان تمور بريدة، وبما يقدم للمزارعين من خِدْمات تعني بالتمور، مشيدًا بدعم سمو أمير منطقة القصيم للمهرجان على جميع الأصعدة. عقب ذلك ألقيت كلمة الرعاة قدمها يزيد العنقري من شركة سابك، بين من خلالها ضرورة هذه المهرجانات الاقتصادية الهامة التي تعني بمنتج التمور وتسويقها داخليًا وخارجيًا، لافتًا إلى أن المشاركة بمثل هذه المهرجانات واجب وطني يتشرف به الجميع. بعد ذلك شاهد سموه والحضور عرضًا مرئيًا يحكي عن مسيرة مهرجان تمور بريدة. ثم كرم سمو أمير منطقة القصيم الجهاتِ المشاركةَ والرعاةَ والداعمين وفريق العمل. وبارك صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، نجاح هذا الكرنفال والجهود المبذولة من قبل أهالي المنطقة والمزارعين والشركات الذين يعملون ليلَ نهارَ على تعزيز هذا المنتج، حاثًا المزارعين على أهمية التعاون مع اللجنة العليا لمكافحة سوسة النخيل، مشيدًا بما قدمه المزارعون كافة الذين أسهموا في تحقيق العديد من النجاحات لمكافحة هذه الآفة، مؤكدًا على أهمية وجود المستودعات والثلاجات لحفظ التمور طازجة لتوفيره رطبًا للمستهلكين خلال شهر رمضان المبارك. بعد ذلك أقيم مؤتمر صحفي حيث تحدث سموه في كلمته خلال المؤتمر الصحفي عقب الحفل أن العالمية ليست كلمات نرددها بل يجب أن نراها على أرض الواقع للاستفادة بما تمتلكه المنطقة من منتجات من خلال تفعيل المزيد من البرامج للوصول إليها وعبر مثل هذا المهرجان وبأساليب تسعى إلى تعزيز التنافسية لتنمية منتجاتنا الوطنية وتوفيرها في جميع أنحاء العالم، مبينًا أن المركز الوطني للنخيل وهيئة الصادرات قادرون بالتعاون مع الغرف التجارية ووزارة البيئة والمياه والزراعة على إيجاد خطة احترافية لإيصال هذا المنتج إلى العالمية والمساهمة في تعزيز اقتصادنا الوطني من خلال منتجاتنا، لافتًا إلى أن مدينة بريدة تعكس للجميع قوة التنافس والعرض لإبراز هذا المنتج من تمور المنطقة وهذا يجعل المنطقة أمام تحديات كبيرة نحو تنمية وتعزيز التمور والوصول بها إلى العالمية. وقال : "إن 300 ألف طن من التمور سنويًّا وأكثر من 4 آلاف شاب يعمل و63 ألف سيارة تورد الكميات الكبيرة من التمور لمهرجان تمور بريدة يوضح للجميع أن لدينا قاعدة اقتصادية ضخمة لهذا المنتج الوطني، ويجب علينا مواصلة العمل ليلَ نهارَ لاستغلاله وتنميته، وأن التكاتف وروح الأسرة الواحدة هي أحد أهم العوامل المهمة نحو تحقيق النجاح، ونفتخر برفع معدل مهرجانات المنطقة للتمور إلى خمسة مهرجانات بعد انطلاق مهرجان الرس للتمور لهذا العام"، منوهًا بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله للنخلة والتمور من خلال تشجيع الشباب وفتح المجالات التجارية أمامهم عبر المشاريع المتنوعة ، سائلًا المولى عز وجل أن يديم على هذه البلاد أمنها واستقرارها.