أيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثورات في العديد من الدول في المنطقة، بينما أعلن رفضه لها في تركيا. أردوغان حرض على الثورات في مصر وتونس وليبيا وسوريا، في حين أعلن بشكل قاطع رفضه الربيع التركي وشجع الخريف العربي. ممارسات أردوغان وسياساته في الدول العربية من تأجيج للأحداث في بعض العواصم انقلبت رأسًا على عقب وبدأ أردوغان يجني أشواكها في عقر داره. وشهدت مدينة إسطنبول التركية، وغيرها من المدن التركية مظاهرات حاشدة ضد إعادة الانتخابات البلدية، وندد المتظاهرون بسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بسياسات أردوغان في تركيا، والتي تسببت في إفقار الشعب التركي، فضلًا عن الديكتاتورية السياسية والانقلاب على نتائج الصناديق، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث في العديد من الدول العربية، فيما وصف بالربيع العربي والذي تحول فيما بعد إلى خريف مخيف. وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد قررت إعادة الاقتراع في الانتخابات البلدية بعدما فاز مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو على حساب مرشح حزب أردوغان بن علي يلدرم. ومن جانبها أبدت الخارجية التركية تعنتًا ضد الانتقادات الدولية والمحلية للقرار، قائلة: إن القرار جاء وفق القانون وأنهم لن يقبلوا أي نقد سواء من الداخل أو الخارج. المعارضة تناقش سيناريو المواجهة: في سياق متصل يجري مرشح المعارضة التركية الذي أبطلت لجنة الانتخابات فوزه برئاسة بلدية إسطنبول بعد أن أمرت بإعادة إجراء الانتخابات، محادثات مع زعيم حزبه الثلاثاء لمناقشة الإستراتيجية المقبلة. والتقى أكرم إمام أوغلو الذي فاز في الانتخابات البلدية المثيرة للجدل في إسطنبول بهامش ضئيل في 31 آذار/ مارس، مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو وسيلتقي في وقت لاحق بزعيم حزب "الجيد" ميرال أكشينار، وفق حزب الشعب الجمهوري. وتأتي المحادثات غداة قرار اللجنة العليا للانتخابات إعادة إجراء الانتخابات البلدية بعد طعن حزب الرئيس رجب طيب أردوغان الحاكم بالنتيجة وتنديده ب"مخالفات" وب"جريمة منظمة" في تلك الانتخابات. صفعة لحزب أردوغان: واعتبرت خسارة إسطنبول، عصب الاقتصاد في الدولة وأكبر مدنها، صفعة لحزب العدالة والتنمية الذي حكم وأسلافه المدينة طيلة 25 عامًا. ومنح إمام أوغلو، وهو رئيس بلدية سابق، المعارضة أملًا جديدًا بعد الفوز المذهل في إسطنبول. وشكل فوزه بهامش ضئيل نكسة غير مسبوقة لأردوغان، الذي نشأ في هذه المدينة وأصبح رئيس حكومة ثم رئيسًا بعد أن تولى رئاسة بلدية إسطنبول، غير أن إمام أوغلو وعد في خطابه بعدم الاستسلام وخرج أكثر قوة. هزيمة مدوية للحزب الحاكم: وقال أمام الآلاف من أنصاره في منطقة بيليكدوزو بضواحي إسطنبول حيث كان رئيس بلدية: "ربما تشعرون بالاستياء لكن لا تفقدوا الأمل". وتعكس خسارة الحزب الحاكم رئاسة بلدية إسطنبول وهزيمة مدوية أخرى في أنقرة، قلقًا واسعًا بشأن الضائقة الاقتصادية. وقال المرشح المهزوم رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم الحليف القوي لأردوغان: إنه يأمل في أن تكون إعادة إجراء الانتخابات "مفيدة لمدينتنا". وقال الاتحاد الأوروبي الاثنين: إن تبرير "القرار الذي تترتب عليه آثار مهمة" والذي اتخذته هيئة الانتخابات "يجب أن يكون متاحًا أمام تدقيق الشعب من دون تأخير". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان: إن "ضمان عملية انتخابية حرة وعادلة وشفافة ضروري لأي ديمقراطية، وهو في صميم علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا".