أشرقت شمس يومنا الوطني الرابع والثمانين لتعود بنا الذاكرة إلى الرجل العظيم الذي وحد الأرض ولم الشتات وأحل الألفة والمحبة بدلا من التناحر والكراهية والاقتتال عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – غفر الله له وأسكنه فسيح جناته – هنا نؤمن جميعا بأننا نعيش على ثرى وطن ليس كغيره من الأوطان، وطن ضم أقدس بقاع الدنيا في مكة والمدينة ، وطن ولد فيه وبعث منه أكرم نبي ختم الله به رسالات السماء نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ونزل فيه أقدس كتاب سماوي عرفه تاريخ البشرية القرآن الكريم ، ليخرج به الله سبحانه البشرية من همجية العبث وفوضوية الجهل إلى نور الهداية وكرامة الإنسان . في وطني أمجاد ممتدة ، وتاريخ حافل صنعه إنسان هذه الأرض لتنعم الأجيال فيه بحياة كريمة ورغد عيش في أمن وأمان ، ، كرامتنا ودماؤنا محفوظة ، وإنسانيتنا مصونة ، في كل مطلع شمس وطني يتجدد ويحقق ما عجزت عنه كثير من الأوطان في عالم اليوم المضطرب ، في كل بقاع الأرض في شقاق وخوف ، وقتل ونهب ، وسلب لكرامة الإنسان وحقوقه ، وفي وطني تنمية وبناء وصناعة مستقبل الأجيال القادمة بخطى واثقة . في وطني حركة لا تتوقف عجلتها لتنمية الإنسان والمكان، وحراك تنموي تعجز الأقلام عن وصفه . سلمت يا وطني ، فأنت عظيم بعظمة مقدساتك ، وقادتك وشعبك وكبير بحجم الدنيا . كبير ياوطني دينا وشهامة وشيمة وكرما ووفاء. وطني قيمة كبرى ليس لها في ذاتنا معادل إلا النفس التي نرخصها في سبيل رفعتك ومجدك . والذود عن حياضك أيها الوطن الكريم . وطني لك في قلوبنا حب بحجمك الممتد في جغرافية المكان والزمان .وفي جهد مَنْ بنوا حضارتك من الآباء والأجداد، فتبعهم الأبناء والأحفاد حتى غدوت يا وطني فوق الذرى سموًا ومجدًا ، فأنت عزيز يا وطني ، وستبقى لك العزة والسؤدد ، لأنك وطن العزة والكرامة والشهامة . حفظك الله يا وطني، وحفظ عليك أمنك واستقرارك، تحت رعاية الله ثم رعاية ولاة أمرنا الأوفياء لدينهم ووطنهم وأمتهم . أ.د. ظافر بن عبد الله الشهري عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل – رئيس نادي الأحساء الأدبي.