كالعادة يتألم ذوو الإعاقة من أمور تعتبر بسيطة ولا تحتاج لذكرها.. كونها من حقوقهم الواجبة التي وفرتها لهم الدولة، وهذا ما رأيناه في بعض المطارات، حيث يوجد من الموظفين من لا يُحسن التعامل معهم أو يقدم خدمة شاملة وكاملة توفر عليهم العناء والتعب والمشقة. معاناة وألم وفي حديث خاص ل”المواطن”، قال يحيى السميري مؤسس جمعية عازم للإعاقة الحركية كبار بعسير “معاناتنا مع المطارات لا تتوقف على شحن الكراسي فقط، بل تمتد إلى مواقف السيارات ودورات المياه غير المهيأة لنا في المطار والطائرة، والانتقال من الكرسي المتحرك إلى مقعد الطائرة، وإحراجنا بحملهم لنا أمام الناس، والسماح لنا أحياناً بشحن كراسينا داخل الطائرة وأحياناً لا يسمحون، كذلك سعر التذاكر المطبق وغير العادل، حيث إنهم يحسبون التذاكر المخفضة لنا بالسعر الأعلى ومن ثم يطبقون التخفيض. وأضاف السميري “أصبحنا نتحاشى السفر عبر الطائرات خوفاً من مواقف الإحراج، وسوء الخدمات التي تواجهنا. علماً أن سفرنا في السيارات لساعات طويلة يتسبب لنا في مشاكل صحية مثل الجروح في الجزء السفلي من الجسم التي بعضها يتسبب في مشاكل الله بها عليم قد تؤدي لوفاة البعض منا، هذا ونحن رجال فما بالكم بذوات الإعاقة اللواتي معاناتهن ضعفنا وليس لنا سوى قولنا الله المستعان”. قلة ثقافة ولا يوجد وعي وذكر أن السبب في عدم الاهتمام بالكراسي المتحركة” يعود لعدم ثقافة وتوعية المسؤول والعامل، والحل توعيتهم وتثقيفهم وفرض عقوبات مغلظة عليهم لأن إتلاف الجهاز التعويضي للمعاق يعتبر تجاوز على جزء من جسده. وتابع “توقعنا في ظل رؤية المملكة والتغيير الملحوظ والملموس على كافة خدمات الدولة أن ترتقي خدماتنا كمعاقين لها وإذا بنا من سيئ لأسوأ والخطوط السعودية مثال”. بعض موظفي الخطوط يحتاجون لدورات تثقيفية وذكرت الناشطة الاجتماعية لدعم حقوق أطفال وشباب التوحد، هيفاء الثمالي بقولها “بالنسبة للخطوط السعودية هناك تهاون كبير في حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ونجد إهمالاً كبيراً في الحفاظ على الكراسي المتحركة للمسافرين، وإهمالاً أكبر في التعامل بإنسانية مع المكفوفين وغيرهم. وأضافت أن بعض موظفي الخطوط السعودية يحتاج لدورات تدريبية تثقيفية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. البعض مخطئ ولا نُعمم وقال ضيدان بن محمد، المدير التنفيذي لجستر المهنية، وأب لطفل لديه متلازمة داون” تكرار حدوث الضرر لكراسي بعض ذوي الإعاقة حصلت وتكررت، وهذا الشيء حقيقي ويجب التنبيه عليه وتسليط الضوء عليه بشكل كافي. أعتقد أسباب ما يحدث هو عدم تطبيق الشروط في بعض محطات الخطوط من قبل العمالة أو بعض الموظفين، والتعامل مع الكراسي كالتعامل مع الحقائب رغم الفارق الكبير في تحمل الكراسي لأي إساءة في النقل والمناولة. رقي في التعامل رغم جوانب القصور وأضاف ضيدان ” الحل بالتأكيد في الحرص على التعامل مع كراسي ذوي الإعاقة وإعطائها أهمية كبيرة وتعامل خاص جداً. ثم لا ننسى أن رقي التعامل مع ذوي الإعاقة أصبح ملموساً في كل مكان رغم جوانب القصور التي قد تحدث لأي سبب أو قد يضخمها البعض لأنها حصلت لشخص من ذوي الإعاقة. سمعنا وقرأنا قريباً بإصدار الخطوط السعودية لنظام يسمح بأخذ الكراسي داخل الطائرة لمن يرغب، وهذه خطوة جيدة. مواقف مؤلمة وتحدث ظافر الشهراني من ذوي الإعاقة والملقب بسفير الأمل بقوله “معاناتي أسردها في كلمات، فكم مرة أركب طائرة وأوصل بدون كرسي أو يكون كرسيي المتحرك في الرحلة الثانية، وهناك من يحملونا في كرسي صغير حتى الطائرة وقد نقع كثير، وهناك من يركبونا في آخر الطائرة، أنا أعتبرها معاناة مؤلمة”.