أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً متميزاً في ثقافة التسامح، ليس على المستوى النظري فقط، بل على المستوى التطبيقي والعملي، حيث كانت هناك خطوات تطبيقية لترسيخ قيمة التسامح وتحويله إلى منهج حياة وبرامج عمل تغطي كافة المجالات والقطاعات،مشيراً إلى أن الإمارات جعلت من التسامح عملاً مؤسسياً يهدف إلى تعميق قيم الحوار وقبول الآخر، من أجل تعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة. وفي حوار مع صحيفة الاتحاد الإماراتية قال البابا إن دولة الإمارات تحتضن عدة كنائس، وتتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، ولدى الدولة مبادرات عديدة من أجل ترسيخ ثقافة التسامح والسلام، وتحقيق التعايش المشترك للجميع، ومن الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها الإمارات، توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإطلاق اسم مريم أم عيسى على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف بأبوظبي، وذلك ترسيخاً للتسامح والصلات الإنسانية بين أتباع الديانات المختلفة. وأضاف: ومن أجل تعزيز ثقافة التسامح أيضاً أطلقت الإمارات البرنامج الوطني للتسامح، وأصدرت قانون مكافحة التمييز والكراهية، وأسست عدة مراكز لمكافحة التطرف والإرهاب، وأيضاً المبادرة بإنشاء المعهد الدولي للتسامح، وإطلاق جائزة تسمى جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح والتي يتم من خلالها تكريم الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في ترسيخ قيم التسامح على مستوى الدولة أو على المستوى العالمي، وفي فبراير 2016م تم استحداث منصب وزير دولة للتسامح للمرة الأولى في الدولة. وأشار بابا الإسكندرية إلى أن الإمارات باتت عنواناً للتسامح والمحبة والقلب الكبير، لافتاً إلى أن التسامح ليس بقيمة جديدة في دولة الإمارات، بل هو من قيم الأجداد والآباء المؤسسين، وكانت قيمة التسامح أيضاً نهجاً لمؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مضيفاً: وخلال دراستي في جامعة الإسكندرية، رأيت الشيخ زايد أثناء زياراته لمصر ولمست فيه أنه رجل ممتلئ بالحكمة والخير، وقبل هذا وذاك فهو ممتلئ بالإنسانية.. وإنسانيته لا يعبر عنها فقط بالصداقات مع دول العالم، وليس فقط بالوقوف إلى جانب مصر، ولكن بقلب كبير ممتلئ بالطيبة والخير، ولذلك يطلق عليه لقب «زايد الخير»، وهو ليس مجرد لقب وإنما معنى أصيل وينطبق عليه.