تستقبل العلا المواطنين والمقيمين في مهرجان شتاء طنطورة الثقافي، حيث تواجه برودة الجو بالفعاليات الساخنة والمثيرة فنيًّا وثقافيًّا. وتقع الطنطورة في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة العلا، فيما يقام مهرجان غنائي للمرّة الأولى تحت عنوان "شتاء طنطورة"، عبارة عن 8 حفلات غنائية لنجوم عرب وعالميين، أبرزهم عازف الكمان رينو كابوسون في يوم 4 يناير، والموسيقار المصري عمرو خيرت في 11 يناير، وكذلك الفنان محمد عبده، الذي أقام حفلًا غنائيًّا، والفنانة ماجدة الرومي في أول حفل لها على أرض المملكة وهو يوم 28 ديسمبر. كما يشهد المهرجان حضور الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم في حفل غنائي يقام بتقنية الهولوجرام، وهو عبارة عن تصوير ثلاثي الأبعاد، يسجل الضوء في جسم ليعطي شكل هذا الجسم، ليطفو كمجسم ثلاثي الأبعاد. وتضم منطقة الاستقبال داخل القاعة الفنية عروضًا بصرية للوحات كلاسيكية للرسام العالمي فان جوخ، وكذلك إبراز التراث والثقافة السعودية الأصيلة التي تعتز بها المملكة، وعروض ضوئية، وجولات بالمناطيد لمشاهدة آثار العلا المنحوتة في الصخور، وسوق البلدة القديمة التي تتيح التعرف على الحرف اليدوية التي توارثتها الأجيال. ويقدم المهرجان برنامجًا مميزًا حافلًا بالأنشطة المتنوعة التي تقام في عطلة نهاية كل أسبوع وتناسب جميع الاهتمامات والأعمار. والطنطورة بشكلها الهرمي هي ساعة شمسية مهمة يعتمد عليها أهالي المنطقة للتعرف على دخول موسم الزراعة وكذلك تغير فصول السنة، وخصوصًا مربعانية فصل الشتاء حيث أقصر يوم وأطول ليلة في السنة. وترتفع الطنطورة على أسطح أحد الأبنية وسط بلدة العلا الأثرية كجزء أصيل من البناء، كما كان أهالي المدينة يعتمدون عليها قبل مئات السنين للتعرف على الوقت خلال اليوم. وهكذا أصبح الحدث تقليدًا سنويًّا يجمع أهل المدينة للاحتفال بعودتهم إلى حقولهم وفرصة للابتهاج وتبادل التهاني. وباعتبارها موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية، وملتقى العديد من الحضارات على مر عصور متعاقبة، يأتي برنامج مهرجان شتاء طنطورة انعكاسًا لهذا الإرث العريق الممتد إلى آلاف السنين، ويستعرض أمام العالم عمقها التاريخي والحضاري الذي يقف شاهدًا على تطوّر مجتمع العلا منذ القدم في العديد من المجالات التي ارتبطت بالزراعة والفلك والعمارة.