أنهت مصر استعداداتها لاستقبال الضيف الكبير الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، والذي يزور القاهرة المحطة الثالثة ضمن جولته الخارجية بعد زيارته الإماراتوالبحرين. ويزور ولي العهد القاهرة، قادماً من البحرين، ومن المقرر أن يعقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تتضمن مجمل الأحداث في المنطقة والعالم، والعلاقات الثنائية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية. قضايا تتصدر أجندة المباحثات ويرافق ولي العهد خلال زيارته لمصر وفد اقتصادي لتحقيق مزيد من التعاون بين البلدين ومراجعة ما تم إنجازه من قبل المجلس المصري السعودي المشترك، فيما تكتسب الزيارة أهمية استثنائية، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، حيث يناقش الجانبان تسوية الأوضاع في اليمن على ضوء قرارات الأممالمتحدة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، كذلك تنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب، ونتائج مناورة “درع العرب 1″، إضافة إلى مواجهة الخطر الإيراني، واستمرار تنسيق المواقف بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب “السعودية ومصر والإماراتوالبحرين”، تجاه قطر. وتأتي هذه الزيارة المهمة لتعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، حيث يؤكد المراقبون أن مصر لا تنسى دعم الرياض لها، على مدار العقود الماضية، منذ حرب العزة والكرامة في أكتوبر 1973، وكيف أن المملكة منعت النفط عن الغرب لدعم الموقف المصري وقرار الحرب، وصولاً إلى النصر المجيد في حرب السادس من أكتوبر. رئاسة الجمهورية ترحب بالضيف الكبير بدورها رحبت رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان لها، بزيارة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى مصر. وأكدت الخارجية أن ولي العهد سيحل ضيفاً عزيزاً على وطنه الثاني مصر، تأكيداً على أزلية وعمق وقوة العلاقات التي تربطهما، حيث تعد كل مصر والسعودية امتداداً طبيعياً للآخر من الناحية التاريخية والبشرية والسياسية. تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وتابع البيان أن زيارة ولي العهد، تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن تعزيز علاقات الإخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر ستتضمن عدداً من الزيارات الميدانية للمناطق التي تشهد مشروعات تنموية من بينها سيناء، وستشهد عدداً من المباحثات الثنائية. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تضم أكبر عدد من المستثمرين في المنطقة، وهي أيضاً أكبر دولة عربية تستقبل عمالة من الخارج. الزيارة الثانية لولي العهد للقاهرة يذكر أن زيارة الأمير محمد بن سلمان الرسمية المرتقبة لمصر، اليوم، هي الثانية له منذ توليه ولاية العهد، حيث زار مصر في شهر مارس الماضي، وعقد لقاء قمة بالرئيس عبدالفتاح السيسي تم خلاله بحث الأوضاع بالشرق الأوسط والتحديات التي تواجه المنطقة. وأكد المراقبون أن هذه الزيارة ستشهد التأكيد على قوة وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن أهمية تدعيم أواصر هذه العلاقات على كافة الأصعدة، بما يسهم في تعزيز التضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة. الاستثمارات السعودية في القاهرة ولا يمكن على هامش تلك الزيارة إغفال الحديث عن الاستثمارات بين البلدين، حيث تحتل الاستثمارات السعودية المرتبة الأولى بين الدول العربية المستثمرة في مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، كما قفز حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية. ويأتي على رأس المشاريع المشتركة بين البلدين مشروع للربط الكهربائي وتبادل الطاقة بين مصر والسعودية، في إطار منظومة الربط باستثمارات تبلغ 1.5 مليار دولار، ومشروع لإقامة جسر عملاق يربط مدينة شرم الشيخ المصرية، برأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية، مما يتيح تأمين تنقل أفضل للمسافرين بين البلدين من الحجاج والمعتمرين والسياح والعمالة.