العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وموقع التدوينات المصغر “تويتر” ليست علاقة عادية، فترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض اتخذ من “تويتر” أداة رئيسية ومنصة لكل نشاطاته. تويتر بالنسبة للرئيس الأمريكي ذو خصوصية شديدة فهو الرفيق اليومي والصديق الصدوق، عبره اختار حكومته ومن خلاله يعلن برامجه ويخاطب شعبه، لكن على الرغم من ذلك كثيرًا ما ينقلب عليه. ترامب ينقلب على تويتر ليست المرة الأولى التي يشن فيها ترامب هجومًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اتهمها في أغسطس الفائت بإخراس الأصوات واصفًا الأمر بالشديد الخطورة. وشن الرئيس الأمريكي، اليوم هجومًا على الموقع متهمًا إياه بعدم الحيادية والقيام بحذف الكثير من متابعي حسابه عن عمد، وعرقلة الوصول إلى الحساب وانضمام مزيد من المتابعين إليه. ويبدو أن ترامب لم يجد سوى تويتر أيضًا ليهاجمه من خلاله، فكتب في تغريدة ” أزال تويتر الكثير من الأشخاص من حسابي والأهم أنه قام بشيء ليجعل من الصعب انضمام أناس أكثر إلى الحساب على ما يبدو”. وكان تويتر قد أطلق حملة لإزالة الحسابات الوهمية والمزيفة سعيًا منه لمزيد من المصداقية، ويبدو أن هذا الإجراء هو الذي قد أثر على عدد متابعي ترامب الذي وصل عددهم إلى أكثر من 55 مليون شخص. الأكثر إثارة للجدل يكاد يكون حساب ترامب على تويتر هو الحساب الأكثر جدلًا في تاريخ تويتر على الإطلاق، فقد حمل الحساب آراء ترامب الصادمة التي اختلف عليها الكثيرون، لاسيما أنها صادرة عن شخص يتولى أعلى منصب سيادي في البلاد. أسس ترامب حسابه عام 2009 وجعله أداة أساسية من أدواته ويتابعه أكثر من 55 مليون شخص، وينشر ترامب عبر حسابه جداول أعماله، وعبره يتحدث عن سياساته ويهاجم منتقديه، والأبعد يأخذ القرارات ويعفي المسؤولين من مناصبهم عبر “تويتر”. في فترة الانتخابات كان ترامب يغرد من جهازين واحد شخصي” أندرويد” كان يغرد عبره تغريدات أكثر حدة وقسوة وعنفًا، والآخر خاص بأحد مساعديه “أي فون” كان يستخدمه لنشر الهاشتاغات والصور الاحترافية وبعض الإعلانات. استخدم ترامب تويتر بكثافة وزادت هذه الشراهة عنده في استخدامه مع كل خطوة كان يخطوها باتجاه البيت الأبيض، فبدأ باختيار الحكومة عبر تويتر ذاكرًا أسماء الأشخاص الذين سيشغلون مناصب في حكومته ومطلعًا الجمهور على جميع آرائه دون المرور عبر بوابة الصحافة ليترك أخباره للصحف تتلقفها عبر حسابه على تويتر. المغرد الأول دون منازع قد يدهشك معرفة أن تغريدات ترامب السنوية وصلت إلى 4302 تغريدة أي ما يعادل 358 تغريدة في الشهر بمعدل 12 تغريدة يوميًا أي بمعدل تغريدة واحدة كل ساعة! والأكثر دهشة معرفة أن أطول مدة لم يغرد بها الرئيس الأمريكي كانت يوماً واحداً و18 ساعة و48 دقيقة، فمن النادر أن يمر يوم دون أن نجد لترامب تغريدة على تويتر، وكان ذلك سببًا في انتقاده بشكل واسع. ضحك ولعب وجد وحب يمكن وصف العلاقة بين ترامب وموقع التدوينات المصغر “تويتر” بأنها تقفز بين الضحك واللعب والجد والحب، فمن حين لآخر يشن ترامب هجومه على تويتر، في الوقت الذي يدين له بالفضل، فهو لا يستطيع الاستغناء عنه حتى لو قام بالهجوم عليه. ويرى ترامب أن تويتر كان الأساس في وصوله إلى منصبه، ذكر ذلك في تصريح له على “فوكس نيوز” أوضح فيه أنه لولا موقع التدوينات المصغر ما وصل لمنصبه الحالي. في المقابل يتعرض ترامب بشكل يومي لانتقادات بسبب تغريداته حتى أن البعض يقوم بإدراج صور كاريكاتورية وفيديوهات ساخرة تعليقًا عليها، لكن ترامب يعتبر استخدام تويتر المنتظم يسمح له بتوجيه رسائل إلى شعبه والتواصل معهم بشكل مباشر دون الحاجة لوسائل الإعلام غير النزيهة. يقول ترامب في مدح تويتر: “هو وسيلة ممتازة بالنسبة لي، عبره أتمكن من تمرير رسالتي”. من جهة أخرى يربح “تويتر” من تغريدات ترامب نحو ملياري دولار، الأمر الذي يجعل إغلاق حساب ترامب – طالب به الكثير من المسؤولين في البيت الأبيض- خسارة كبيرة بالنسبة للموقع الذي سيفقد على إثر إغلاق الحساب حوالي ملياري دولار من قيمته السوقية. وتشير دراسة أجرتها وكالة “بلومبيرغ” إلى أن فقدان المستخدم الأبرز لتويتر وهو ترامب سيؤثر على قيمة تويتر الملموسة، وقد يؤدي تراجع تغريداته إلى نزوح جماعي من الموقع ويخفض عدد المستخدمين النشطين، وقد يفقد تويتر خُمس قيمته، فليس ثمة إعلانات مجانية في العالم أفضل من رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب.