بحضور عدد كبير من القادة والمسؤولين العرب والدوليين، انطلق مؤتمر صحافي جمع بين وزير خارجية المملكة عادل الجبير ونظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على هامش “حوار المنامة” مؤتمر الأمن الذي يعقد سنويًّا في البحرين. ويأتي المؤتمر في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تحركات قوية لمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وتجفيف منابع التطرف، لاسيما إيران وحزب الله اللبناني. وتعد المملكة حجر الزاوية في تكتل تدعمه واشنطن في المنطقة في مواجهة التوسع الإيراني الظلامي في المنطقة والإرهاب المنظم الذي تنتهجه طهران. إيران أفعى الإرهاب الأسود: أوضح وزير الخارجية، عادل الجبير، في تصريحات أمام صحافيين “أننا نتعامل مع رؤيتين في الشرق الأوسط؛ رؤية سعودية مستنيرة وأخرى إيرانية ظلامية”، ومن المعروف أن النور ينتصر على الظلام، لكن السؤال هو كيف يمكن هزيمته؟ وأضاف الجبير “أن هناك إدراكًا كاملًا لدينا بأن إيران أكبر دولة راعية للإرهاب”. وأكد الجبير أن الجهود في تحجيم إيران لا زالت مستمرة وأن القادم أكثر، لاسيما أنها ستواجه عقوبات صارمة من الجانب الأميركي ستبلغ أوجها في نوفمبر المقبل. في غضون ذلك شدد الجبير على الدور الهام لمجلس التعاون الخليجي وقال: “مجلس التعاون الخليجي سيبقى المؤسسة الأهم لدول الخليج”. وعن علاقة المملكة مع واشنطن أكد الجبير على متانة العلاقات بين الطرفين، مشيرًا إلى “أن هناك مصالح علينا حمايتها والوقوف مع من سيساعدنا”. وحول قضية المواطن جمال خاشقجي قال: “إن القضية أصبحت هيستريا، والحقائق تتكشف مع سير التحقيقات”، مشيرًا إلى أن جهات إنفاذ القانون السعودية تعمل مع نظيراتها التركية في التحقيق. وحول الملف السوري أكد الجبير أن تردد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في تسليح المعارضة السورية قد دفع للتدخل في سوريا. حزب الله زعزعة للأمن والاستقرار: من جهته لفت وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، إلى دور حزب الله اللبناني في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن قيادة دول مثل العراق ولبنان تواجه تدخلات إيرانية عبر مجموعات تدين بالولاء لإيران؛ كحزب الله وغيره من تلك المجموعات. وتابع: “تعد اليمن آخر ضحية لسعي إيران للهيمنة على المنطقة”، مؤكدًا التزام بلاده بجعل مجلس التعاون الخليجي ركيزة للاستقرار الإقليمي. واشنطن تلتزم بمساعدة الحلفاء: وعلى الجانب الآخر أكد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أن واشنطن تعمل على وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة وقال: “نعلم ماذا تفعل إيران في المنطقة”. وأضاف ماتيس في تصريحات صحافية: “لدينا في أميركا بعض الأسلحة الإيرانية التي استخدمتها طهران في زعزعة أمن المنطقة”. وشدد على أن واشنطن “لا تقبل بما تقوم به إيران اليوم”، مؤكدًا أن “الشعب الإيراني مسالم على عكس حكومته، والشعب غير راضٍ على سياسة بلده”. وفيما يتعلق بالنفوذ الروسي في سوريا ودعم الرئيس بشار الأسد، أكد ماتيس أن “موسكو لا يمكن أن تأخذ مكان الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط”. وعن تزايد المخاوف من أن تخلي واشنطن عن المنطقة سيعطي فرصة لدول مثل روسيا لملء الفراغ، شدد ماتيس على أهمية طرح أزمة الانتهازية الروسية وسعيها إلى تجاهل النشاطات الإجرامية لنظام الأسد ضد شعبه في مؤتمر حوار المنامة للأمن. وكان ماتيس قد وصل إلى المنامة أمس لتذكير الدول العربية بأنها ستبقى شريكًا مميزًا؛ لأنها ملتزمة على الأمد الطويل. وجاءت تصريحات ماتيس للتأكيد على أن واشنطن ملتزمة بمساعدة الحلفاء على إعادة الاستقرار لمنطقة تشوبها الفوضى. ومضى يقول: “ندعم الشركاء الذين يغلبون الاستقرار على الفوضى”.