منذ السادس عشر من شهر أغسطس في العام الجاري، وقد استحوذت قضية مقتل خبيرة التجميل العراقية رفيف الياسري على اهتمام وسائل الإعلام والصحف، وشبكات التواصل الاجتماعي؛ لما حملته الوفاة من غموض. تقرير صادم وفي تداعيات جديدة للحدث، جاءت نتائج تقارير الطب الشرعي، التي كشفت سبب وفاة الياسري، بمثابة الصاعقة على آذان جمهورها ومحبيها، الذين لم يتقبلوا فيما يبدو ما توصلت إليه تحقيقات وزارة الصحة العراقية. فبعد مواصلة التحقيقات، حسم تقرير الطب الشرعي، الذي توصلت إليه وزارة الصحة، سبب وفاة الياسري وتشخيصها على أنها جرعة زائدة من المخدرات، ما أدى إلى وفاتها على الفور، مما يعني أنها ماتت منتحرة. وكانت وكالة أنباء السومرية النيوز، قد تداولت الخبر الذي أفاد بفحوى ما جاء في تقرير الطب الشرعي، الأمر الذي اعتبره ذوو الفقيدة، مخالفًا لأن الوكالة لم تتحرَ الدقة قبل إذاعة الخبر. وكان وزير الداخلية قاسم الأعرجي قد ذكر في وقت سابق، خلال لقاء تلفزيوني، أن تقرير الطب الشرعي حول وفاة الياسري لم يصل الوزارة، موضحًا أنه تم تشكيل لجنة وأخْذ عينات، لكن الطب العدلي لم يرسل تقريره. رفض واستهجان وبرفض منقطع النظير، تلقى ذوو الياسري ما تسرب عن نتائج تقرير الطب الشرعي بالرفض والاستهجان، وأبدى بيان لمركز باربي للتجميل -الذي كانت تملكه وتديره الراحلة- تحفّظه على ما ورد في التقرير، مؤكدًا تمسكه بالحق القانوني لمقاضاة المؤسسة المعنية. كما اتهم المركز الوكالة العراقية بتشويه صورة الياسري "دون إثبات أو مستند توثّق به كلامها كصورة تقرير الطب العدلي الذي ادَّعت أنه صادر، مثلا.. أو إعلان اسم المصدر الصريح الذي أدلى لها بالمعلومة ليتسنى لنا معرفة دقته وأهليته للإدلاء به". وتابع بيان المركز: "نُحمل السومرية نيوز تبعات الضرر المعنوي الذي ألحقته بأهل وذوي المرحومة رفيف الياسري جرّاء نشرها لهذا الخبر الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة"، مضيفًا: "ونرجو من وسائل الإعلام الرصينة أن تكون على قدر عالٍ من المسؤولية وأن تراعي المصداقية في نقل الأخبار إلى الجمهور، وعدم استخدام اسم الدكتورة رفيف كمادة دسمة لجذب القراء والمتابعين، سيَّما أن الدكتورة رفيف شخصية عامّة وكانت قدوة للكثير من الفتيات والشبان؛ ما يستدعي من وسائل الإعلام الحرص في تداولها أي معلومة تخصّها". منصة التواصل الاجتماعي تشتعل وتعقيبًا على تداعيات الأحداث، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بتفاعل ردود أفعال النشطاء، حيث انضم بعضهم إلى مركز باربي، بالسخرية مما توصل إليه الطب الشرعي، حيث كتب الناشط علاء كولي: "تقرير الطب العدلي بشأن وفاة رفيف الياسري يقول إنها أخذت جرعة كبيرة من المخدرات... ماعرف يا ذكي عمل هذا الإخراج السيئ بنتيجة الطب العدلي.. والله لو كاتبين بالنتيجة أن وفاتها كانت قضاء وقدرًا.. جان كلش هواي أحسن". كذلك رفض ناشط آخر تصديق نتائج التحقيق بشأن وفاة الياسري قائلًا: "يعني دكتورة أخصائية أكيد مستحيل تغلط هيج غلط، حدث العاقل بما يعقل حتى إذا كمية مخدر فهو قتل أكيد أحد حقنها أثناء نومها أو شوف شلون". ومن جانبه اتهم الناشط بشير الراس الوزارة بالتزوير، قائلًا: إلى متى التزوير والكذب والفساد وتغطية الحقائق.. وزارات تعبانة وعدالة مفقودة.. أليس هناك مرفق من مرافق الدولة نظيف؟ رغم ذلك لا نلوم الحكومة بقدر لوم القيادات الدينية والحزبية، لأنها خلقت أجواء الجريمة والسرقة والفساد علنًا وقانونيًا بإعطائهم الشرعية للميليشيات التي تحكم العراق". وتابع الناشط علي فاهم قائلًا: "عزيزي هذا كلام غير صحيح كم ساعدت رفيف اليساري 100 أم 200 أم 300 فقير اكيد اقل من هذا العدد انا اعرف مؤسسة دينية ترعى أكثر من 3 ملايين يتيم و محتاج في كل العراق مؤسسة عين و مؤسسة فيض الزهراء ترعى أكثر من مليون يتيم و محتاج بالإضافة إلى آلاف المؤسسات في كل العراق فلماذا هذه الهجمة؟". يذكر أن خبيرة التجميل العراقية رفيف الياسري، قد توفيت في السادس عشر من شهر أغسطس الماضي، في أحد مستشفيات العاصمة بغداد، في ظروف غامضة. وعند وصول جثمان الياسري إلى دائرة الطب العدلي، وبعد تشريح الجثة وأخذ عينات من أمعاء الجثمان، أبلغت الدائرة ذوي الياسري بأخذ جثتها لدفنها في مكان مؤقت، لعدم توفر الثلاجات الحافظة للجثث، بسبب انقطاع التيار الكهربائي. ووفقًا لوسائل الإعلام فإن أفراد عائلة الياسري قاموا بدفن جثمانها بمقبرة الشيخ معروف في بغداد، ثم قاموا بنقل جثمانها إلى مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف لتدفن هناك بناءً على وصيتها، وذلك بعد الانتهاء من فحص الطب الشرعي. ورفيف الياسري من مواليد 1985، وهي خبيرة تجميل معروفة، قدمت برنامجًا على فضائية "السومرية" يختص بالشؤون الطبية التي تخص المرأة، وتمتلك مركزًا للتجميل يحمل اسم "باربي".