استمرارًا لمحاولات قطر في لعب أدوار إقليمية لا تليق بها، وسعيها لتغيير صورتها كدولة داعمة للإرهاب لدى الأميركيين عبر تجميل صورة الجماعات الإرهابية التي تدعمها بنفس الإستراتيجية التي انتهجتها في سوريا وإضفاء صفة الاعتدال على التنظيمات الإرهابية لتكريسها كطرف في المفاوضات؛ تسعى الدوحة لاستكمال الدور الذي تلعبه والذي تسبب بالعديد من الأزمات في ظل علاقاتها المتعددة مع التنظيمات الإرهابية. تمثيلية الوساطة القطرية: وكعادتها في محاولة تجميل الصورة والظهور في موقف الداعي للسلام قامت قطر بالتوسط بين حركة "طالبان" والمبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، في محاولة لإقناع "طالبان" بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. وأقرت الحركة الإرهابية أمس بإجراء محادثات على الأراضي القطرية، مشيرة إلى أن قيادات الحركة في الدوحة قد ناقشوا مع زاد آفاق السلام والوجود الأميركي في أفغانستان، وكان خليل آزاد قد قام بجولة استمرت ل10 أيام وشملت عدة دول، وسرعان ما هرع لإطلاق الرئيس الأفغاني أشرف غني على مجريات الجولة ونتائجها. وكانت آليس ويلز نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لجنوب ووسط آسيا قد التقت مسؤولين من طالبان في يوليو الفائت في الدوحة أيضًا؛ حسب ما أفادت تقارير رسمية. 6 قيادات إرهابية في الدوحة: تحتضن قطر 6 من قيادات حركة طالبان في الدوحة من خلال مكتب دائم يمثل الحركة في أعمالها بصفة مستمرة، ويضم المكتب كلًّا من "شير محمد عباس ستانيكزاى رئيسًا للمكتب- الملا عبدالسلام حنفي نائبا للرئيس- شهاب الدين ديلاوار- قاري دين محمد حنيف- محمد زاهد أحمد زاي- محمد سهيل شاهين"، كأعضاء للمكتب في الدوحة. وأعلنت الحركة في بيان لها أن مكتبها في العاصمة القطريةالدوحة سوف يكون مفتوحًا دائمًا لعقد لقاءات مع مسؤولين أميركيين حول مفاوضات السلام مع الحكومة الأفغانية. من جانبها أعلنت السفارة الأميركية في كابول أن خليل زاد التقى الرئيس الأفغاني أشرف غني بعد وصوله من قطر، منهيًا الجولة الرسمية الأولى له منذ تعيينه موفدًا خاصًّا. وصرح غني أن خليل زاد أطلع مسؤولين أفغانًا على اجتماعات عقدها في المنطقة، فيما شدد الموفد الأميركي على ضرورة أن يكون جميع الأفغان جزءًا من عملية المصالحة، ولم يشر إلى الاجتماع مع "طالبان". في المقابل قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان: "تحدث الجانبان عن نهاية للاحتلال وحل سلمي للقضية الأفغانية، واتفق الجانبان على مواصلة اللقاءات في المستقبل". الدوحة وتجميل الإرهاب: حاولت قطر منذ فترة ليست ببعيدة عرقلة جهود السعودية لعقد لقاءات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في مسعى لتأسيس مسار سلام جدي ينهي الحرب المستمرة لسنوات طويلة بعد فشل محاولات محدودة ومتعثرة رعتها الدوحة سابقًا. الأمر الذي يثير شبهات في أهدافها لتحقيق السلام ويدعم أن محاولاتها لا تزيد عن كونها رغبة للفاك من وصمة العار التي لا تكاد تفارقها نظرًا لدعمها وإصرارها على ضم متطرفين ومتشددين وجماعات إرهابية. تقع قطر بين فكي الظهور في صورة راعي السلام وبين إظهار الولاء للجماعات؛ لذا سعت جاهدة لتجميل صورة هذه الجماعات أيضًا لإقحامها ضمن مفاوضات. تاريخ طويل من دعم الإرهاب: تاريخ قطر الأسود في دعم الجماعات الإرهابية يشهد عليها فهي التي تورطت في دعم جماعة أنصار الشريعة المقربة من جماعة الإخوان الإرهابية تورطت أيضًا في نقل مسلحين من جبهة النصرة في سوريا عبر تركيا إلى ليبيا. لم يمر على النتائج الكارثية والأزمة التي تسبب بها العبث القطري في الداخل الفلسطيني أكثر من أسبوع وها هي تعاود تمثيل الأدوار، حاولت قطر تمرير مساعدات لقطاع غزة عبر حماس متجاهلة السلطة الفلسطينية أدى ذلك إلى قطيعة بين فتح ومبعوث الأممالمتحدة بعد أن أعلن أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وقف أعمال القيادة الفلسطينية مع نيكولاي ملادينوف مبعوث الأممالمتحدة للسلام، متهمًا إياه بتخطي دوره عبر السعي إلى إبرام صفقة مساعدات بين إسرائيل وحماس كشفت عن الدور القطري لجر القضية الفلسطينية هي الأخرى نحو المجهول.