نعى نادي أبها الأدبي الرائد الأديب محمد بن عبدالله آل حميد، رئيس النادي الأسبق، الذي وافاه الأجل مساء أمس الاثنين. وتقام الصلاة على الفقيد ظهر اليوم الثلاثاء بجامع الراجحي بأبها. "المواطن" تعزي أسرة الفقيد وأفراد قبيلته وجميع المثقفين والأدباء في منطقة عسير خاصة والمملكة عامة، وتسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. ونعى مدير مكتب صحيفة المدينةبأبها عبدالرحمن القرني الراحل آل حميد، بتغريدة تحدث فيها عن مآثره ومسيرته حيث قال: "إنه صاحب قلم صادق، ولسان عذب". وأضاف "محمد بن عبدالله بن علي الحميّد من مواليد شهر شوال من عام 1354ه، في قرية سبل بني مالك إحدى أكبر قبائل عسير والتي تبعد 15 كم شمال شرق مدينة أبها، ومع أن محمد الحميد عاش في واحد من أكبر بيوت العلم بعسير إلا أنه التحق بالمرحلة الابتدائية في أبها، وهو في الثامنة من عمره في العام 1362ه، وواصل المرحلتين المتوسطة والثانوية وتخرج عام 1372ه، وحصل على المركز الأول على مستوى المملكة في ذلك الوقت". وتابع القرني قائلاً:"بعد أن تخرج من المرحلة الثانوية عام 1372ه عمل ملازمًا بإمارة منطقة عسير وهو في الثامنة عشرة من عمره، ثم عمل كاتبًا ومترجمًا للإنجليزية إلى عام 1374ه، حيث كان والده المغفور له الشيح عبدالله الحميّد رئيسًا للديوان في ذلك الوقت، وعمل محمد الحميّد بعد ذلك مدرسًا فمراقبًا ثم وكيلًا ثم مدير مدرسة، ثم عمل مفتشًا إداريًّا مركزيًّا ومديرًا للتفتيش الفني والإداري، ثم عُين مدير تعليم مساعد بعسير عام 1372- 1385ه، ثم عمل محمد الحميّد مراسلًا لصحيفة البلاد السعودية عام 1371ه، وبدأ الكتابة بالصحف والمجلات في مجالات القصة والنقد والموضوعات العامة منذ عام 1372ه وحتى الوقت الراهن". وخاض الحميّد معارك صحفية في مرحلة المد الناصري الاشتراكي، ووقف موقفًا مشرفًا ضد تحرش بعض حكام العرب بالمملكة من أمثال عبدالكريم قاسم ومعمر القذافي، والسلال وصدام حسين. وشارك محمد الحميّد في العديد من المحاضرات بمنطقة عسير والرياض ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة والطائف والجوف وفي بعض دول الخليج وبالإسكندرية في مصر. وللحميّد العديد من المشاركات في مؤتمرات أدبية في جميع مناطق المملكة، بل حتى خارج المملكة من أهمها مشاركته في مؤتمر عُقد بإسطنبول بتركيا. كما شارك في عدد من الندوات الإذاعية والتليفزيونية في أبها والرياض وجدة، وله العشرات من المقابلات الصحافية والإذاعية والتلفزيونية منذ كان مديرًا مساعدًا للتعليم. وأيضًا شارك الحميّد في كثير من اللجان المحلية، وكان خطيبًا للمناسبات العامة ومن أبرزها زيارات الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- للمنطقة والملك عبدالله وولي العهد الأمير سلطان. وبتوجيه من أمير المنطقة كان مندوبًا للإمارة في لجنة عالجت كثيرًا من قضايا الأراضي والحدود القبلية وتوصلت إلى حلول نهائية بموافقة المقام السامي للفترة من 1397- 1401ه. وشارك آل حميد، رحمه الله، في الوفود الأهلية لمقابلة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ووزير الداخلية وعدد من الوزراء والمسؤولين في أمور تتعلق بصالح المنطقة. ومن مؤلفات الحميّد، مجموعة قصصية شهادة للبيع، والرد على افتراءات الصليبي عن تاريخ عسير، وأديب من عسير، وتصحيح كتاب إمتاع السامر وأساطيره عن عسير (بالاشتراك).