سلطت شبكة CNBC الأميركية الضوءَ على تأثر سوق النفط العالمي بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، حيث أكدت أن هذه الحالة ستمنح المملكة وروسيا الفرصة في ضبط وتيرة الأسعار حسب ما يتماشى مع الخطط الاقتصادية للبلدين، وبشكل خاص السعودية. وأشارت الشبكة الأميركية إلى ارتفاع خام برنت، وهو المعيار القياسي العالمي، بنسبة 3% خلال أمس الأربعاء، متأثرًا بإعلان ترامب الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، حيث أظهرت بيانات حكومية أسبوعية جديدة أن مخزونات النفط الأميركية تتراجع وسط طلب قوي للغاية على البنزين من السائقين الأميركيين. وأوضحت أن المحللين الذين وضعوا سقفاً لارتفاع أسعار النفط يتراوح من 60 إلى 70 دولاراً للبرميل خلال العام الجاري، قد أكدوا أن هناك إمكانية واضحة لوصوله إلى 80 دولاراً أو أكثر من ذلك، وهو ما يصب في مصلحة المملكة كونها زعيمة منظمة الدول المصدر للنفط الأوبك. ويتزامن توقيت الإعلان عن العقوبات مع ارتفاع أسعار النفط بشكل مطرد والذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2014، بعد سلسلة من الإجراءات التنظيمية للسوق، أبرزها خفض الإنتاج العالمي للنفط باتفاق بين المملكة وروسيا يمتد لنهاية العام الجاري. ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن ارتفاع سعر النفط يمثل مكسبًا للمملكة، والتي يقول محللون إنها تريد أن ترى سوقاً أكثر ثباتاً بسعر أعلى لتمهيد الطريق أمام الطرح العام الأولي لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة أرامكو، والذي من المتوقع أن يتم مع نهاية 2018. وعن الوقت الذي من المتوقع أن تدخل فيه المملكة لسد عجز الإنتاج المُحتمل بعد العقوبات ضد إيران، قال جون كيلدوف المحلل النفطي في مؤسسة “كابيتال كابيتال”: “أعتقد أن السعوديين سيسمحون للنفط بأن يصل إلى مستوى يتراوح من 80 دولارًا إلى 85 دولارًا مقابل خام غرب تكساس الوسيط، قبل أن تتدخل في هذا الأمر”. وأكدت الشبكة الأميركية أن المملكة في الماضي تدخلت لسد الثغرات في إمدادات النفط العالمية، وهو ما دفع وزير الخزانة ستيفن منوشين لتوجيه طلب المساعدة من الحلفاء المنتجين للنفط للحفاظ على الأسعار تحت السيطرة. ومن جانبه، قال إدوارد مورس، رئيس أبحاث السلع العالمية في سيتي جروب، إن إعادة الولاياتالمتحدة للعقوبات الكاملة على إيران ستؤثر بنحو 10 دولارات للبرميل، غير أنه في نهاية المطاف تبقى زمام الأمور في أيدي المملكة وروسيا لخفض أسعار الطاقة بإعادة الغزارة الإنتاجية. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، موضحًا أن نظام طهران يُشعل الصراعات في الشرق الأوسط ويدعم المنظمات الإرهابية. وأضاف الرئيس ترامب، في بيانه المرتقب بشأن مستقبل الاتفاق النووي مع إيران، أن طهران النظام في طهران موَّل الفوضى واعتدى على جنود أميركا، كما أنه يشعل الصراعات ويدعم المنظمات الإرهابية. وتابع أن الاتفاق النووي سمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، وأن الاتفاق النووي لم يضمن الحد من نشاطات إيران "الخبيثة"، كما أن هناك دليلًا على أن الوعود الإيرانية كانت كاذبة.