علَّقت وكالة أنباء “رويترز” الدولية، على تهديد الولاياتالمتحدة الأميركية متمثلة في رئيسها دونالد ترامب ومبعوثتها إلى الأممالمتحدة، نيكي هالي، للدول التي تتلقى معونات من واشنطن بقطع تلك المساعدات أو الاقتطاع منها في أعقاب موافقة تلك البلدان على تصويت الأممالمتحدة على رفض قرار الولاياتالمتحدة بنقل سفارتها بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في خطوة ترى أنها بداية الاعتراف بالمدينة المقدسة على أنها عاصمة لإسرائيل. وأشارت الوكالة الدولية إلى أن بعض الدول العربية، ومنها مصر والأردن، وهما الأكبر تلقيًا للمساعدات الاقتصادية الأميركية، لا يأخذون تهديدات ترامب وهالي على محمل الجِد، حتى بعد أن أعلن الرئيس الأميركي خلال تغريدةٍ عبر حسابه على تويتر، “بعد إنفاق 7 تريليونات دولار بحماقة في الشرق الأوسط، حان الوقت للبدء في إعادة بناء بلادنا!”، في إشارة إلى توجيه المساعدات الاقتصادية التي تمنحها الولاياتالمتحدة للعديد من البلدان في المنطقة قد تُستخدم في صورة مشروعات داخل الولاياتالمتحدة. وقالت هالي خلال تغريدةٍ عقب انتهاء التصويت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: نُقَدر هذه الدول لعدم الانزلاق في طرق الأممالمتحدة غير المسؤولة، في إشارة إلى رفض تلك الدول أو امتناعها عن التصويت بشكل رئيسي. وعرضت المبعوثة الأميركية لدى الأممالمتحدة قائمةً كاملةً للدول الرافضة والممتنعة عن التصويت في الأممالمتحدة، معربةً عن تقديرها لتلك القرارات، والتي لاقت تأييدًا واسعًا من قبل 109 دول أكدت بشكل فعلي انحيازها لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. وقالت في أحدث تغريداتها: أميركا ستضع سفارتها في القدس، ولا تصويت سوف يُحدِث أيَّ فارق في ذلك، ولكن التصويت سيُحدِث فارقًا في كيف ينظر الأميركيون إلى الأممالمتحدة، وكيف ننظر إلى الدول التي لا تحترمنا في الأممالمتحدة. والتعامل الأميركي مع دعوات التصويت بدأ مبكرًا وليس مع إجراء العملية نفسها؛ حيث حاولت المبعوثة الأميركية تذكير العديد من البلدان التي تحصل على مساعدات اقتصادية وعسكرية من واشنطن، بأن مواقفها المؤيدة لعملية التصويت على رفض القرار الأميركي بنقل السفارة إلى القدس، قد يضر بمصالحها مع الولاياتالمتحدة، لاسيَّما وأن بعض الدول التي أعلنت تأييدها للتصويت، تُعَدُّ من حلفاء واشنطن في العديد من المناطق حول العالم. وأكدت رويترز أن تهديدات ترامب لم تؤخذ بالاعتبار في مصر والأردن، ولم تكن كافية من أجل إعادة القاهرة التي تبنت مشروع التصويت في مجلس الأمن بتوافق مع كامل أعضائه، باستثناء الولاياتالمتحدة الأميركية. وقال وزير حكومي في الأردن، طلب عدم الكشف عن هويته، إن “الأميركيين يعرفون أكثر من أي شخص آخر، أن استقرار الأردن أمر حيوي للمصالح الأميركية في المنطقة”. يُذكر أن 9 دول فقط رفضت قرار الأممالمتحدة وهي: غواتيمالا، الهندوراس، إسرائيل، جزر مارشال، ميكرونيزيا، جمهورية ناورو، بالاو، توجو، والولاياتالمتحدة الأميركية. وامتنعت 35 دولة عن التصويت، هي: أنتيغوا وبربودا، الأرجنتين، أستراليا، باهاماس، بنين، بوتان، البوسنة والهرسك، الكاميرون، كندا، كرواتيا، التشيك، كولومبيا، دومينيك، غينيا الديمقراطية، فيجي، كيريباتي، جامايكا، المجر، هايتي، لاتفيا، ليسوتو، مالاوي، المكسيك، رواندا، رومانيا، بولندا، باراغواي، الفلبين، بنما، جزر سليمان، جنوب السودان، ترينداد وتوباغو، أوغندا، توفالو ودولة فانواتو.