باتت التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في صناعة المركبات في العالم، وأصبحت الروبوتات خيارًا أول بالنسبة لمعظم شركات تصنيع المركبات؛ وذلك لما توفره من وقتٍ وجهدٍ وتكلفةٍ، بالإضافة إلى دقة إتقان العمل. وبحسب الاتحاد الدولي للروبوتات فإن نحو 1.8 مليون روبوت سينخرط في مجال تصنيع السيارات في 2018؛ وهو ما سيتسبب في تخفيف الاعتماد على العنصر البشري في هذه الصناعة. ويعتبر قسم تجميع السيارات من أهم الأقسام التي يُسْتخدم فيها الروبوت بفضل أذرع ميكانيكية مزودة بأدوات ومجسات تجعلها مثالية لوظائف خط التجميع. وكشفت بيانات نشرتها المنظمة التجارية “رابطة الصناعات الروبوتية RIA”، عن زيادة ملحوظة في عدد الروبوتات العاملة ضمن المصانع، حيث طلبت شركات أميركا الشمالية 35 ألف روبوت خلال عام 2016، أي بزيادة قدرها 10% بالمقارنة مع عام 2015. واستحوذت صناعة السيارات على أكثر من 20 ألف روبوت ومكوناته، بينما تراوح العملاء الآخرون بين الصناعات الغذائية والاستهلاكية والإلكترونيات والصناعات البلاستيكية. وظهر الروبوت كبديل عن الإنسان في كثيرٍ من المصانع العملاقة في مختلف الصناعات، لاسيّما السيارات التي تتطلب إدارتها سرعة ودقة متناهية، واقتصر دور الإنسان فيها على ملاحظة الإنتاج وخلوه من العيوب والإشراف على عمل الروبوتات. ويأتي مصنع (بي إم دبليو) الألماني لصناعة السيارات كأبرز تلك النماذج منذ عدة سنوات؛ إذ تمتلئ عنابر العمال بأذرع آلية لتقوم بنفس المهام بقوة ودقة متناهية، خاصة في تصنيع وتجميع جسم السيارة الأساسي. وأعلنت شركة فورد للسيارات عن اختبار نوع جديد من الروبوتات المتطورة التي يمكنها عمل عدد كبير من المهام في مجال صناعة السيارات، وذلك بقصد مساعدة العاملين من البشر في عملية الصناعة بشكل أكثر دقة وأمان، والقيام بالمهام التي يجد البشر صعوبة في القيام بها داخل المصنع. والروبوت الجديد مزود بتكنولوجيا متطورة تساعد في الحفاظ على سلامة العمال من الإصابات التي يمكن أن تصيبهم نتيجة للعمل بشكل خاطئ، بالإضافة إلى قدرة الروبوت على رفع الأحمال الثقيلة. وقالت شركة “فورد”: إنَّ “الروبوت الجديد يمكن حتى برمجته لصنع القهوة وكذلك المهام الحساسة الأخرى”، موضّحة أنَّ “هذه الروبوتات يمكن أن تؤدي إلى عملية إنتاج أكثر أمنًا وأسرع وأعلى جودة في مجال تجميع السيارات”. ولأول مرة على الإطلاق، تستخدم أودي روبوت (HRC) في مصنعها الرئيسي من أجل تطبيق المواد اللاصقة في عملية التجميع النهائية، وتم دمج مجموعة من الروبوتات المماثلة في عمليات الإنتاج في متجر قطع وأجزاء جسم السيارة في إنغولشتات وبروكسل إلى جانب خط تجميع المحركات في جيور. وتم تجميع كافة مكونات المعدات بصورة مسبقة على لوحٍ قاعديٍّ؛ ما أتاح تثبيت روبوت KLARA وتشغيله في وقت قصير، وتمت عملية المكاملة دون أي تداخل مع خط التجميع الحالي، ولم يكن من الممكن إيجاد حل بديل لتطبيق المواد اللاصقة على الأسطح الجديدة دون بذل قدر أكبر من الجهود والنفقات. وفي الوقت الذي تحل فيه الروبوتات محل العمال في مصانع السيارات، فإن شركة مرسيدس بنز تقوم بعكس ذلك خاصة فيما يتعلق بسيارتها الفخمة من الفئة S. وقال ماركوس شايفر، رئيس الإنتاج في مرسيدس بنز، إن الروبوتات لا يمكنها التعامل مع المواصفات الفردية المطلوبة في الفئة السيدان التي تتصدر مجموعة مرسيدس. ويعتبر مصنع شيندلفينجن التابع لمرسيدس متخصصًا فى تصنيع الفئة S، وهو أحد المصانع في ألمانيا التي تنتج نحو 400000 سيارة سنويًّا، في حين أن باقي مصانع الشركة تعتمد بشكل حصري تقريبًا على الروبوتات. وتعتقد مرسيدس أن استخدام العمالة البشرية هو أكثر اقتصادًا، حيث تستطيع تلبية أية تغييرات بدلًا من الاضطرار إلى صنع روبوتات جديدة أو إعادة برمجة الروبوتات الموجودة.