بين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة خياط أن ظهور الفساد في الأرض ناشئاً عما اجترحه الناس من سيئات وما اقترفوه من خطايا قال سبحانه وتعالى ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)) فإن الذي لا ريب فيه إن دفع ذلك وعلاجه إنما هوا بما تكسبه أيديهم أيضاً لأن الله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام إن هذه الأرض قد أصلحها الله أتم إصلاح حينما أرسل إلى عباده رسله وأنزل كتبه والدلالات الواضحات فهدى بها من الضلال واستنقذ من الهلكة بما من عليهم من نعمة الإيمان والإسلام وما أكرمهم به من التوحيد والسنة . وبين فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة أن الإفساد في الأرض هو الكفر بالله عز وجل والعمل بالمعصية , داعياً إلى تقوى الله عز وجل وطاعته ورسوله لعل الله يرحمنا ويغفر لنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . وأكد أنه لما كان هذا الإفساد في الأرض بعد إصلاحها من أعظم المحادة لله ورسوله ولما فيه هدم للمصالح ونقض للمنافع ولأن صاحبه يسن به سنة سيئة يعمل بها من بعده كان حرياً بأن يكون بغيضاً عند الله تعالى. وأوضح فضيلته أن ألوان الفساد تنوعت وتعددت ويأتي في طليعتها الشرك بالله سبحانه وتعالى بصرف حقه سبحانه إلى غيره وذلك هو الظلم العظيم , مشيراً إلى أن ذلك هو الإفساد العظيم بأشد الأضرار وذلك مثله كمثل من سقط إلى أسفل دركات الحضيض وهو أحد المهلكات السبع التي أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأمة باجتنابه لشدة ضررها وعظم خطرها وتعدي الإفساد الناشئ عنها . وفي المدينةالمنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي عن فطرة الإنسان وصفاته التي خلقه بها الله عز وجل كالطاعة والعصيان والاستقامة والانحراف والتذكر والنسيان والعدل والظلم وأنه ليس معصوماً إلا الأنبياء. وقال فضيلته إن كل مخلوق خلق على الفطرة وهي الإسلام فمن بقى عليها وقبل ما جاء به الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام اهتدى وتقبل الله منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات ومن غيرت فطرته الشياطين من الإنس والجن والهوا والشهوات والبدع والشرك خسر وخاب ولم تقبل منه الحسنات ولم تمح عنه السيئات مستدلاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي في يَوْمِي هَذَا ، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُ عَبْادي حَلالٌ ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فأظلتهم عَنْ دِينِهِمْ ،وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا)). وحذر المسلمين من تغيير الفطرة التي فطرهم الله عليها وهي الإسلام فمن غير فطرته التي فطره الله عليها بالكفر لا يقبل الله منه حسنة ولا يغفر له سيئة إن مات على كفره بلا توبة قال الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين ، خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ)). وأكد فضيلة الشيخ علي الحذيفي أن مكفرات الذنوب كثيرة وأبواب الخير مفتحة فطوبى لمن سلكها وعمل بها , مشيراً إلى أن أول مكفرات الذنوب توحيد الله تعالى بإخلاص العبادة لله عز وجل والابتعاد عن أنواع الشرك كله فذلك جماع كل خير في الدارين وأمان من كل شر ، كذلك من مكفرات الذنوب الوضوء والصلاة والصدقة وطلب المغفرة من الله عز وجل والذكر واستغفار المسلم لأخيه المسلم والإحسان على الأهل والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام والمصائب التي تنزل بالمسلم إذا صبر عليها واحتسب ولم يتسخط.