أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن المملكة على موعد مع طفرة سياحية هائلة قوامها 32 متحفًا بقيمة خمسة مليارات ريال إضافة إلى إطلاق التأشيرات السياحية العام المقبل. وأضاف خلال كلمته في مؤتمر السياحة والثقافة تعزيز التنمية المستدامة الذي افتتح أمس بمدينة مسقط بمشاركة 73 وفداً رسمياً يمثلون دول العالم أن المملكة تعنى بالسياحة والتراث الحضاري انطلاقًا من كونها مهبط الوحي ومهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين وملتقى الحضارات، وموقعَ تقاطعٍ عالميًا حضاريًا عبر التاريخ وأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – رجل التاريخ والحضارة – تشهد طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية تعكس اهتمام الدولة بقطاع السياحة والتراث كمولد رئيس لفرص العمل، وعامل مهم في تعزيز الهوية والوطنية وارتباط المواطن بأرضه وتاريخه وحضارته وأن اهتمام المملكة بالسياحة والتراث الحضاري كقطاعين متزامنين، وذلك مع بدء عمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة منذ أكثر من 17 عامًا. ونوه في كلمته إلى أن المملكة مقبلة على طفرة كبيرة من خلال عدد من المشاريع والبرامج التي ستسهم في تدفقات سياحية كبيرة وغير مسبوقة، من أبرزها فتح التأشيرات السياحية العام القادم 2018م، وإطلاق مبادرة (السعودية وجهة المسلمين) التي ينطوي تحت مظلتها عدد من المسارات التي تتيح للزائر الذي يأتي إلى العمرة أو الترانزيت أن يتنقل في مواقع التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وطرق الهجرة وطرق التجارة القديمة وغيرها من المواقع التاريخية، إضافة إلى المشاريع الكبيرة تحت مظلة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة التي تمولها الدولة حاليًا بخمسة مليارات ريال وتنطوي تحت مظلتها العديد من المشاريع منها 32 متحفًا رئيسًا في مناطق المملكة ومشاريع توسعة في المتاحف القائمة ومشاريع ترميم في المئات من مواقع التراث العمراني إضافة إلى مئات الفعاليات الثقافية والتراثية. وقد شاركت المنظمة العربية للسياحة بوفد برئاسة رئيسها الدكتور بندر بن فهد آل فهيد في المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة السياحة العالمية واليونسكو. وأوضح آل فهيد بأن هذه الدورة للمؤتمر تأتي انطلاقاً من دور الثقافة بمكوناتها العديدة والمختلفة، والتي أتاحت إحداث تنوع في المنتجات السياحية، لتتمكن دول عديدة من جذب شرائح واسعة من السياح، الشيء الذي فرض استدامة في الإرث الثقافي للعديد من الدول انطلاقاً من الأجندة الخاصة بالأممالمتحدة 2030، والتي تتضمن تبني أسس ومبادئ التنمية المستدامة، في عدة مجالات حيوية رائدة منها السياحة والثقافة. وأضاف آل فهيد بأن برنامج اليوم الأول يتضمن انعقاد المؤتمر الحوار الوزاري للوزراء ورؤساء هيئات السياحة والثقافة حول السياحة والثقافة والتنمية المستدامة ومعرضًا مصاحبًا تشارك فيه عدة جهات معنية ومختصة وأكاديمية، كوزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للصناعات الحرفية والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) ودار الأوبرا السلطانية وجمعية التصوير الضوئي والمتحف الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الزبير وجامعة السلطان قابوس وكلية عمان للسياحة وكلية التربية بالرستاق والجامعة الألمانية للتكنولوجيا. ويتضمن اليوم الثاني للمؤتمر جلسات نقاشية تتضمن دور السياحة في الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واستكشاف النطاق الثقافي في السياحة بالإضافة إلى عرض الملخص الختامي للمؤتمر وإصدار (إعلان مسقط 2017) للمؤتمر العالمي للسياحة والثقافة ثم عقد مؤتمر صحفي يتم من خلاله الكشف عن تفاصيل المؤتمر. وتتناول المحاور الرئيسية الخمسة للمؤتمر القضايا والبرامج والخطط ذات الصلة بقطاع السياحة الثقافية كصانع للسلام ورائد للازدهار وأهمية التنمية السياحية مع الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واكتشاف الوجهات الطبيعية الثقافية في السياحة العالمية بالإضافة إلى تحقيق أهداف خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030.